الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قصة عكا وما كان من أمرها

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      لما كان شهر رجب اجتمع من كان بصور من الفرنج وساروا إلى مدينة عكا فأحاطوا بها يحاصرونها ، فتحصن من فيها من المسلمين ، وأعدوا للحصار ما يحتاجون إليه ، وبلغ السلطان خبرهم فسار إليهم من دمشق مسرعا ، فوجدهم [ ص: 608 ] قد أحاطوا بها ، كإحاطة الخاتم بالخنصر ، فلم يزل يدافعهم عنها ويمانعهم منها ، حتى جعل طريقا إلى باب القلعة يصل إليه كل من أراده ، من جندي وسوقي ، وامرأة وصبي ، ثم أولج فيها ما أراد من آلات وأمتعة ، ومقاتلة ، ودخل بنفسه الكريمة ، فعلا سورها ونظر إلى الفرنج وجيشهم وكثرة عددهم وعددهم ، والميرة تفد إليهم من البحر في كل وقت ، وكل ما لهم في ازدياد ، وفي كل حين تصل إليهم الأمداد ، وعاد السلطان إلى مخيمه والجنود تصل إليه ، وتقدم عليه من كل جهة ومكان ، منهم رجالة وفرسان .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية