الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض [57]

                                                                                                                                                                                                                                        مفعولان، وقرأ حمزة (لا يحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض) قال أبو جعفر : وما علمت أحدا من أهل العربية واللغة بصريا ولا كوفيا وإلا وهو يحظر أن تقرأ هذه القراءة. فمنهم من يقول هي لحن لأنه لم يأت إلا بمفعول واحد ليحسبن، وممن قال هذا أبو حاتم . وقال الفراء : هو ضعيف وأجازه على ضعفه على أنه يحذف المفعول الأول. والمعنى عنده لا يحسبن الذين كفروا إياهم معجزين في الأرض، ومعناه لا يحسبن أنفسهم معجزين في الأرض. ورأيت أبا إسحاق يذهب إلى هذا القول أعني قول الفراء ، وسمعت علي بن سليمان يقول في هذه القراءة: ويكون "الذي" في موضع نصب قال: ويكون المعنى لا يحسبن الكافر الذين كفروا معجزين في الأرض.

                                                                                                                                                                                                                                        وقرأ الحسن " والذين لم يبلغوا الحلم" [58]

                                                                                                                                                                                                                                        بإسكان اللام لثقل الضمة. وقرأ المدنيون وأبو عمرو (ثلاث عورات) بالرفع، وقرأ الكوفيون [ ص: 147 ] (ثلاث عورات) بالنصب، والقول في هذا قريب من القول في يحسبن. قال أبو حاتم : النصب ضعيف مردود. قال الفراء : الرفع أحب إلي قال: وإنما اخترت الرفع لأن المعنى هذه الخصال ثلاث عورات. والرفع عند الكسائي بالابتداء، والخبر عنده ما بعده. ولم يقل بالعائد، وقال نصا بالابتداء. قال: العورات الساعات التي تكون فيها العورة والخلوة إلا أنه قرأ بالنصب والنصب فيه قولان: أحدهما أنه مردود على قوله: ثلاث مرات ولهذا استبعده الفراء . وقال أبو إسحاق : المعنى ليستأذنكم أوقات ثلاث عورات طوافون بمعنى هم طوافون. قال الفراء : كقولك في الكلام إنما هم خدمكم وطوافون عليكم، وأجاز الفراء نصب طوافون لأنه نكرة والمضمر في عليكم معرفة، ولا يجيز البصريون أن يكون حالا من المضمر من الذين في "عليكم" وفي "بعضكم" لاختلاف العاملين. لا يجوز مررت بزيد ونزلت على عمرو العاقلين على النعت لهما بعضكم على بعض لله بإضمار فعل أي يطوف بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات الكاف في موضع نصب أي يبين الله لكم آياته الدالة على وحدانيته. تبيانا مثل ما بين لكم هذه الأشياء.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية