الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      النخشبي

                                                                                      الإمام القدوة ، شيخ الطائفة ، أبو تراب عسكر بن الحصين النخشبي . ومدينة نخشب من نواحي بلخ ، تسمى أيضا نسف .

                                                                                      صحب حاتما الأصم . وحدث عن : نعيم بن حماد ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، وغيرهما .

                                                                                      حدث عنه : الفتح بن شخرف ، ورفيقه أبو بكر بن أبي عاصم ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، ويوسف بن الحسين الرازي ، وأحمد بن الجلاء ، وطائفة .

                                                                                      وكتب العلم ، وتفقه ، ثم تأله وتعبد ، وساح وتجرد .

                                                                                      وسئل عن صفة العارف ، قال : الذي لا يكدره شيء ، ويصفو به كل شيء .

                                                                                      وعنه قال : إذا رأيت الصوفي قد سافر بلا ركوة ، فاعلم أنه قد عزم على ترك الصلاة .

                                                                                      وعنه : ثلاث من مناقب الإيمان : الاستعداد للموت ، والرضى بالكفاف ، والتفويض إلى الله . وثلاث من مناقب الكفر : طول الغفلة عن الله ، والطيرة ، والحسد .

                                                                                      وعن يوسف بن الحسين قال : كنا بمكة ، فقال أبو تراب : أحتاج [ ص: 546 ] إلى دراهم ، فإذا رجل قد صب في حجره كيس دراهم ، فجعل يفرقها على من حوله ، وكان فيهم فقير يتراءى له ليعطيه ، فنفدت ، ولم يعطه ، وبقيت أنا وهو والشيخ ، فقال له : تراءيت لك غير مرة ، فقال : أنت لا تعرف المعطي .

                                                                                      قال ابن الجلاء لقيت ألفي شيخ ما لقيت مثل أبي تراب ، وآخر .

                                                                                      مات أبو تراب بطريق الحج ، انقطع فنهشته السباع في سنة خمس وأربعين ومائتين .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية