الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1163 حدثنا الحسن بن علي الخلال حدثنا الحسين بن علي الجعفي عن زائدة عن شبيب بن غرقدة عن سليمان بن عمرو بن الأحوص قال حدثني أبي أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ فذكر في الحديث قصة فقال ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ألا إن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ومعنى قوله عوان عندكم يعني أسرى في أيديكم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( ألا ) للتنبيه ( واستوصوا بالنساء خيرا ) قال القاضي : الاستيصاء قبول الوصية والمعنى أوصيكم بهن خيرا فاقبلوا وصيتي فيهن . ( فإنما هن عوان ) جمع عانية ، قال في القاموس : العاني الأسير ( إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ) كالنشوز وسوء العشرة وعدم التعفف . ( فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح ) بتشديد الراء [ ص: 274 ] المكسورة وبالحاء المهملة أي : مجرح ، أو شديد شاق ( فلا يوطئن ) بهمزة ، أو بإبدالها من باب الإفعال قاله القاري ( فرشكم من تكرهون ) قال الطيبي أي : لا يأذن لأحد أن يدخل منازل الأزواج ، والنهي يتناول الرجال والنساء . انتهى . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) روى مسلم معناه عن جابر في قصة حجة الوداع قوله : ( يعني : أسرى ) بفتح الهمزة وسكون السين جمع أسير .




                                                                                                          الخدمات العلمية