الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2634 ) مسألة : قال : ( ومباح للرعاة أن يؤخروا الرمي ، فيقضوه في الوقت الثاني ) وجملة ذلك أنه يجوز للرعاة ترك المبيت بمنى ليالي منى ، ويؤخرون رمي اليوم الأول ، ويرمون يوم النفر الأول عن الرميين جميعا ; لما عليهم من المشقة في المبيت والإقامة للرمي . وقد روى مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن أبيه ، عن أبي البداح بن عاصم ، عن أبيه ، قال : { رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم لرعاء الإبل في البيتوتة أن يرموا يوم النحر ، ثم يجمعوا رمي يومين بعد يوم النحر ، يرمونه في أحدهما . } قال مالك : ظننت أنه في أول يوم منهما ، ثم يرمون يوم النفر . رواه ابن ماجه ، والترمذي . وقال : حديث حسن صحيح ، رواه ابن عيينة ، قال : رخص للرعاء أن يرموا يوما ، ويدعوا يوما . وكذلك الحكم في أهل سقاية الحاج . وقد روى ابن عمر ، { أن العباس استأذن النبي صلى الله عليه وسلم ليبيت بمكة ليالي منى ، من أجل سقايته } . متفق عليه . إلا أن الفرق بين الرعاء ، وأهل السقاية ، أن الرعاء إذا قاموا حتى غربت الشمس لزمهم البيتوتة ، وأهل السقاية بخلاف ذلك ; لأن الرعاة إنما رعيهم بالنهار ، فإذا غربت الشمس فقد انقضى وقت الرعي ، وأهل السقاية يشتغلون ليلا ونهارا ، فافترقا ، وصار الرعاء كالمريض الذي يباح له ترك الجمعة لمرضه ، فإذا حضرها تعينت عليه ، والرعاء أبيح لهم ترك المبيت لأجل الرعي ، فإذا فات وقته وجب المبيت .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية