الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع الأمور

                                                                                                                                                                                                نعى به على قريش سوء تلقيهم لآيات الله ، وتكذيبهم بها ، وسلى رسوله صلى الله عليه وسلم بأن له في الأنبياء قبله أسوة حسنة ، ثم جاء بما يشتمل على الوعد والوعيد : من رجوع الأمور إلى حكمة ومجازاة المكذب بما يستحقانه . وقرئ : (ترجع ) بضم التاء وفتحها . فإن قلت : ما وجه صحة جزاء الشرط ، ومن حق الجزاء أن يتعقب الشرط هذا سابق له ؟ قلت : معناه : وإن يكذبوك فتأس بتكذيب الرسل من قبلك ، فوضع : فقد كذبت رسل من قبلك موضع : فتأس ، استغناء بالسبب عن المسبب : أعني بالتكذيب عن التأسي . فإن قلت : ما معنى التنكير في رسل ؟ قلت : معناه : فقد كذبت رسل ، أي رسل ذوو عدد كثير . وأولو آيات ونذر ، وأهل أعمار طوال وأصحاب صبر وعزم ، وما أشبه ذلك ، وهذا أسلى له ، وأحث على المصابرة .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية