الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                758 حدثنا إسحق بن منصور أخبرنا أبو المغيرة حدثنا الأوزاعي حدثنا يحيى حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول هل من سائل يعطى هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يغفر له حتى ينفجر الصبح

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم - ( ينزل ربنا - تبارك وتعالى - كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ) وفي الرواية الثانية : ( حين يمضي ثلث الليل الأول ) وفي رواية : ( إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ) قال القاضي عياض : الصحيح رواية ( حين يبقى ثلث الليل الآخر كذا قاله شيوخ الحديث ، وهو الذي تظاهرت عليه الأخبار بلفظه ) ومعناه . قال : يحتمل أن يكون النزول بالمعنى المراد بعد الثلث الأول .

                                                                                                                وقوله : ( من يدعوني ) بعد الثلث الأخير ، هذا كلام القاضي ، قلت : ويحتمل أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - علم بأحد الأمرين في وقت فأخبر به ، ثم أعلم بالآخر في وقت آخر فأعلم به ، وسمع أبو هريرة الخبرين فنقلهما جميعا ، وسمع أبو سعيد الخدري خبر الثلث الأول فقط فأخبر به مع أبي هريرة ، كما ذكره مسلم في الرواية الأخيرة ، وهذا ظاهر . وفيه رد لما أشار إليه القاضي من تضعيف رواية الثلث الأول ، وكيف يضعفها وقد رواها مسلم في صحيحه بإسناد لا مطعن فيه عن الصحابيين أبي سعيد وأبي هريرة . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية