الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                758 حدثني حجاج بن الشاعر حدثنا محاضر أبو المورع حدثنا سعد بن سعيد قال أخبرني ابن مرجانة قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل الله في السماء الدنيا لشطر الليل أو لثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له أو يسألني فأعطيه ثم يقول من يقرض غير عديم ولا ظلوم قال مسلم ابن مرجانة هو سعيد بن عبد الله ومرجانة أمه حدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب قال أخبرني سليمان بن بلال عن سعد بن سعيد بهذا الإسناد وزاد ثم يبسط يديه تبارك وتعالى يقول من يقرض غير عدوم ولا ظلوم

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( حدثنا محاضر أبو المورع ) ، هو محاضر بحاء مهملة وكسر الضاد المعجمة ، والمورع بكسر الراء ، هكذا وقع في جميع النسخ أبو المورع ، وأكثر ما يستعمل في كتب الحديث ابن المورع وكلاهما صحيح وهو ابن المورع وكنيته أبو المورع . قوله في حديث حجاج بن الشاعر عن محاضر : ( ينزل الله في السماء ) هكذا هو في جميع الأصول في السماء وهو صحيح .

                                                                                                                قوله سبحانه وتعالى : ( من يقرض غير عديم ولا ظلوم ) وفي الرواية الأخرى : ( غير عدوم ) هكذا هو في الأصول . في الرواية الأولى : ( عديم ) ، والثانية : ( عدوم ) . وقال أهل اللغة : يقال أعدم الرجل إذا افتقر فهو معدم وعديم وعدوم ، والمراد بالقرض - والله أعلم - عمل الطاعة سواء فيه الصدقة والصلاة والصوم والذكر وغيرها من الطاعات ، وسماه - سبحانه وتعالى - قرضا ملاطفة للعباد وتحريضا لهم على المبادرة إلى الطاعة ، فإن القرض إنما يكون ممن يعرفه المقترض وبينه وبينه مؤانسة ومحبة ، فحين يتعرض للقرض يبادر المطلوب منه بإجابته لفرحه بتأهيله للاقتراض منه وإدلاله عليه وذكره له وبالله التوفيق .

                                                                                                                قوله : ( ثم يبسط يديه - سبحانه وتعالى ) هو إشارة إلى نشر رحمته وكثرة عطائه وإجابته وإسباغ نعمته .




                                                                                                                الخدمات العلمية