الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو محمد القاسم بهاء الدين

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الحافظ ابن الحافظ أبي القاسم [ ص: 732 ] علي بن هبة الله بن عساكر ،
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كان مولده في سنة سبع وعشرين وخمسمائة ، أسمعه أبوه الكثير ، وشارك أباه في أكثر مشايخه ، وكتب تاريخ أبيه مرتين بخطه ، وكتب الكثير ، وأسمع ، وصنف كتبا عدة ، وخلف أباه في إسماع الحديث بالجامع ، ودار الحديث النورية .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وكانت وفاته يوم الخميس ثامن صفر ، ودفن بعد العصر على أبيه بمقابر باب الصغير شرقي قبور الصحابة خارج الحظيرة ؛ رحمهما الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الحافظ عبد الغني المقدسي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور ، الحافظ أبو محمد المقدسي ،
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صاحب التصانيف المشهورة ، من ذلك : " الكمال في أسماء الرجال " و " الأحكام الكبرى " و " الصغرى " وغير ذلك ، ولدبجماعيل في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وخمسمائة ، وهو أسن من ابن خالته الإمام موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي ، بأربعة أشهر ، وكان قدومهما مع أهلهما من بيت المقدس إلى مسجد أبي صالح أولا ، ثم انتقلوا إلى السفح فعرفت المحلة بهم ، فقيل لها : الصالحية . فسكنوا الدير ، وقرأ الحافظ عبد الغني القرآن ، وسمع الحديث ، وارتحل هو والموفق إلى بغداد سنة ستين وخمسمائة ، فأنزلهما الشيخ عبد القادر عنده في المدرسة ، وكان لا يترك أحدا ينزل عنده ، ولكنه توسم فيهما النجابة والخير [ ص: 733 ] والصلاح ، فأكرمهما وأسمعهما ، ثم توفي بعد مقدمهما بخمسين ليلة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وكان ميل عبد الغني إلى الحديث وأسماء الرجال ، وميل الموفق إلى الفقه ، واشتغلا على الشيخ أبي الفرج ابن المني ، ثم قدما دمشق بعد أربع سنين ، فدخل عبد الغني إلى مصر وإسكندرية ، ثم عاد إلى دمشق ثم ارتحل إلى الجزيرة وبغداد ، ثم رحل إلى أصبهان فسمع بها الكثير ، ووقف على مصنف للحافظ أبي نعيم في أسماء الصحابة - قلت : وهو عندي بخط أبي نعيم - فأخذ في مناقشته في أماكن من الكتاب في مائة وتسعين موضعا ، فغضب بنو الخجندي من ذلك ، وتعصبوا عليه وأخرجوه منها مختفيا في إزار .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولما دخل في طريقه إلى الموصل سمع كتاب العقيلي في الجرح والتعديل ، فثار عليه الحنفية بسبب أبي حنيفة ، فخرج منها أيضا خائفا يترقب ، فلما ورد دمشق كان يقرأ الحديث بعد صلاة الجمعة برواق الحنابلة من جامع دمشق فيجتمع الناس إليه ، وكان رقيق القلب ، سريع الدمعة ، فحصل له قبول ، فحسده الدماشقة ، وجهزوا الناصح ابن الحنبلي ، فتكلم تحت النسر ، حتى يشوش عليه ، فحول عبد الغني ميعاده إلى بعد العصر ، فذكر يوما عقيدته على الكرسي ، فثار عليه القاضي محيي الدين ابن الزكي ، والخطيب ضياء الدين الدولعي ، وعقد له مجلس في القلعة يوم الاثنين الرابع والعشرين من ذي القعدة سنة خمس وتسعين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وتكلموا معه في مسألة العلو ومسألة النزول ، ومسألة الحرف والصوت ، [ ص: 734 ] وطال الكلام ، حتى قال له الصارم بزغش والي القلعة : كل هؤلاء على الضلالة ، وأنت على الحق ؟ قال : نعم . فغضب بزغش من ذلك وأمره بالخروج من البلد .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فارتحل بعد ثلاث إلى بعلبك ثم إلى الديار المصرية ، فآواه الطحانون ، فكان يقرأ الحديث بها ، فثار عليه الفقهاء بمصر أيضا ، وكتبوا إلى الوزير صفي الدين بن شكر ، فأقر بنفيه إلى المغرب ، فمات قبل وصول الكتاب يوم الاثنين الثالث والعشرين من ربيع الأول من هذه السنة ، وله سبع وخمسون سنة ، ودفن بالقرافة عند الشيخ أبي عمرو بن مرزوق ؛ رحمهما الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال السبط : وكان ورعا زاهدا عابدا ، يصلي كل يوم ثلاثمائة ركعة ، كورد الإمام أحمد ، ويقوم الليل ، ويصوم عامة السنة ، وكان كريما جوادا لا يدخر شيئا ، ويتصدق على الأرامل والأيتام حيث لا يراه أحد وكان يرقع ثوبه ، ويؤثر بثمن الجديد ، وكان قد ضعف بصره من كثرة المطالعة والبكاء ، وكان أوحد زمانه في علم الحديث والحفظ .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قلت : وقد هذب شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي - تغمده الله برحمته - كتابه " الكمال في أسماء الرجال " - رجال الكتب الستة - بتهذيبه الذي استدرك عليه فيه أماكن كثيرة ، نحوا من ألف موضع ; وذلك أنه الإمام المزي الذي لا يبارى ولا يجارى ولا يمارى ، وكتابه " التهذيب " لم يسبق إلى مثله ، ولا يلحق في مثل شكله ، فرحم الله صاحبي " التهذيب " و " الكمال " فلقد [ ص: 735 ] كانا نادرين في زمانيهما في الرجال حفظا وإتقانا وسماعا وإسماعا وسردا للمتون وأسماء الرجال .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن الأثير : وفيها توفي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو الفتوح أسعد بن محمود العجلي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صاحب " تتمة التتمة " أسعد بن أبي الفضل بن محمود بن خلف العجلي ، الفقيه الشافعي الأصبهاني ، الواعظ منتخب الدين ، سمع الحديث وتفقه وبرع وصنف " تتمة التتمة " لأبي سعد الهروي ، وكان زاهدا عابدا وله " شرح مشكلات الوسيط والوجيز " قال ابن خلكان : توفي في صفر سنة ستمائة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      البناني الشاعر

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو عبد الله محمد بن المهنا ، الشاعر المعروف بالبناني ،
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      مدح الخلفاء والوزراء والأمراء وغيرهم ، وكبر وعلت سنه ، وكان رقيق الشعر لطيفه ، فمن قوله :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ظلما ترى مغرما في الحب تزجره وغرة بالهوى أمسيت تنكره     يا عاذل الصب لو عاتبت قاتله
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      بوجنة وعذار كنت تعذره     أفدي الذي سحر عينيه يعلمني
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إذا تصدى لقتلي كيف أسحره [ ص: 736 ]     يستمتع الليل في نوم وأسهره
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إلى الصباح وينساني وأذكره



                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وله أيضا :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      بكرت تدير على العوازل     وتجر ذيلا في الخمائل
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وتهز في ثني الغلا     ئل ردفها هز الذوابل
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وتقول للغصن الرطي     ب إذا تماثل أو تمايل
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      بيضاء صبغة خدها     تنمى وصبغ الورد حائل
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      شهد الحياة وصالها     وصدورها سم القواتل



                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو سعيد الحسن بن خالد بن المبارك بن محضر النصراني المارديني ، الملقب بالوحيد .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      اشتغل في حداثته بعلم الأوائل فأتقنه وبرز فيه ، وكانت له يد طولى في الشعر الرائق ، فمن ذلك قوله ؛ قاتله الله :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أتاني كتاب أنشأته أنامل     حوت أبحرا من فيضها يغرق البحر
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فوا عجبا أنى التوت فوق طرسه     وما عودت بالقبض أنمله العشر



                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وله أيضا ؛ لعنه الله :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      لقد أثرت صدغاه في لون خده     ولاح كفيء من وراء زجاج
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ترى عسكرا للروم في الزنج قد بدت     طلائعه تسعى ليوم هياج
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أم الصبح بالليل البهيم موشح     حكى آبنوسا في صفيحة عاج
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 737 ] لقد غار صدغاه على ورد خده     فسيجه من شعره بسياج



                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الطاوسي صاحب الطريقة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      العراقي بن محمد بن العراقي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ركن الدين أبو الفضل القزويني ، ثم الهمذاني ، المعروف بالطاوسي ،
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كان بارعا في علم الخلاف والجدل والمناظرة ، أخذ هذا الشأن عن الشيخ رضي الدين النيسابوري الحنفي ، وصنف في ذلك ثلاث تعاليق ، قال ابن خلكان أحسنهن الوسطى . وكانت إليه الرحلة بهمذان ، وقد بنى له بعض الأمراء الحجبة بها مدرسة تعرف بالحاجبية ، وكانت وفاته في هذه السنة ، ويقال : إنه منسوب إلى طاوس بن كيسان التابعي ، فالله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية