الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وقرن في بيوتكن

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 30 ] أخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر عن محمد بن سيرين قال : نبئت أنه قيل لسودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : ما لك لا تحجين ولا تعتمرين كما تفعل أخواتك؟ فقالت : قد حججت واعتمرت، وأمرني الله أن أقر في بيتي، فوالله لا أخرج من بيتي حتى أموت . قال : فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت بجنازتها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن سعد، وعبد الله بن أحمد في زوائد "الزهد"، وابن المنذر ، عن مسروق قال : كانت عائشة إذا قرأت : وقرن في بيوتكن بكت حتى تبل خمارها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنسائه عام حجة الوداع : "هذه ثم ظهور الحصر" قال : فكان كلهن يحججن إلا زينب بنت جحش وسودة بنت زمعة، وكانتا تقولان : والله لا تحركنا دابة بعد أن سمعنا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن أم نائلة قالت : جاء أبو برزة فلم يجد أم ولده في البيت، وقالوا : ذهبت إلى المسجد . فلما جاءت صاح بها وقال لها : إن الله نهى النساء أن يخرجن، وأمرهن يقرن في بيوتهن، ولا يتبعن جنازة، ولا يأتين [ ص: 31 ] مسجدا ولا يشهدن جمعة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الترمذي ، والبزار عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون من رحمة ربها وهي في قعر بيتها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : احبسوا النساء في البيوت، فإن النساء عورة، وإن المرأة إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان وقال لها : إنك لا تمرين بأحد إلا أعجب بك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر قال : استعينوا على النساء بالعري، إن إحداهن إذا كثرت ثيابها، وحسنت زينتها أعجبها الخروج .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار عن أنس قال : جئن النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن : يا رسول الله، ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل الله، فما لنا عمل ندرك به عمل المجاهدين في سبيل الله؟ فقال : "من قعدت منكن في بيتها فإنها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله" .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية