الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2395 [ 1203 ] وعن أنس بن مالك قال : أقبلنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- أنا وأبو طلحة وصفية رديفته على ناقته ، حتى إذا كنا بظهر المدينة قال: " آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون" . فلم يزل يقول ذلك حتى قدمنا المدينة .

                                                                                              رواه أحمد ( 3 \ 187) والبخاري (3085)، ومسلم (1345)، والنسائي في اليوم والليلة (551).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و " قــفل " رجع من سفره ، والقافلة : الراجعون من السفر . ولا يقال لهم [ ص: 456 ] في مبدئهم: قافلة - قاله القتبي وغيره ، ولكن رفقة .

                                                                                              و " الجيوش " جمع جيش ، وهو العسكر العظيم . و " السرايا " جمع سرية وهي دون الجيش ، وسميت بذلك لأنها تسري بالليل . وقد قال صلى الله عليه وسلم : " خير الجيوش أربعة آلاف ، وخير السرايا أربعمائة ، ولن تغلب اثنا عشر ألفا من قلة " .

                                                                                              و " أوفى " أقبل وأطل ، و " الثنية " الهضبة ، وهي الكوم دون الجبل . و " الفدفد " ما غلظ من الأرض وارتفع ، وجمعه فدافد .

                                                                                              وتكبيره - صلى الله عليه وسلم - في هذه المواضع المرتفعة إشعار بأن أكبرية كل كبير إنما هي منه ، وأنها محتقرة بالنسبة إلى أكبريته تعالى وعظمته ، وتوحيده الله تعالى هناك إشعار بانفراده سبحانه وتعالى بإيجاد جميع الموجودات وبأنه المألوه ; أي المعبود في كل الأماكن من الأرضين والسماوات ، كما قال تعالى : وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله [الزخرف: 84].

                                                                                              و " الملك " و " الملك " أصله الشد والربط ، والملك بالضم يتضمن الملك بالكسر ، ولا ينعكس . و " ساجدين " جمع ساجد ، وأصله الخضوع والتذلل ، ومنه قول الشاعر :


                                                                                              ترى الأكم فيها سجدا للحوافر

                                                                                              أي: متذللة خاضعة .

                                                                                              [ ص: 457 ] وقوله صلى الله عليه وسلم " صدق الله وعده ، ونصر عبده " خبر عن وفاء الله بما وعد به على جهة الثناء والشكر ، حيث قال تعالى : وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض [النور: 55] وقال : ولينصرن الله من ينصره [الحج: 40] ويعني بقوله " عبده " نفسه .

                                                                                              وقوله " وهزم الأحزاب وحده " ; أي : من غير مجاولة من أحد ولا سبب ولا شركة ، بل كما قال الله تعالى : فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها [الأحزاب: 9] ويحتمل أن يكون هذا الخبر بمعنى الدعاء ، كأنه قال : اللهم افعل ذلك وحدك - والأول أظهر .

                                                                                              و " الأحزاب " جمع حزب ، وهو القطعة المجتمعة من الناس ، ويعني بهم هنا على التأويل المتقدم الجيش الذين حاصروه بالمدينة ، ثم نصره الله عليهم بالريح . وعلى التأويل الثاني يعني بهم: كل من يتحزب من الكفار عليه ويجتمع .




                                                                                              الخدمات العلمية