الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 599 ] ذكر عدة حوادث

[ الوفيات ]

في هذه السنة ، في شعبان ، توفي أبو الحسن أحمد بن علي البتي ، الكاتب الشاعر ، ومن شعره في تكة :


لم لا أتيه ومضجعي بين الروادف والخصور وإذا نسجت ، فإنني بين الترائب والنحور     ولقد نشأت صغيرة بأكف ربات الخدور



وله نوادر كثيرة منها أنه شرب فقاعا في دار فخر الملك ، فلم يستطبه ، فجلس مفكرا ، فقال له الفقاعي : في أي شيء تفكر ؟ فقال : في دقة صنعتك ، كيف ( أمكنك الخراء ) في هذه الكيزان الضيقة كلها ؟ .

وفي رمضان منها قتل القاضي أبو القاسم يوسف بن أحمد بن كج الفقيه ، وكان من أئمة أصحاب الشافعي ، وكان قاضي الدينور ، قتله طائفة من عامتها خوفا منه .

وتوفي أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة السعدي الشاعر ، والقاضي أبو [ ص: 600 ] محمد بن الأكفاني ، قاضي بغداذ ، وولي بعده قضاء القضاة أبو الحسن بن أبي الشوارب البصري .

وتوفي أبو أحمد عبد السلام بن الحسن البصري الأديب ، وأبو القاسم هبة الله بن عيسى ، كاتب مهذب الدولة بالبطيحة ، وهو من الكتاب المفلقين ، ومكاتباته مشهورة ، وكان ممدحا ، وممن مدحه ابن الحجاج .

وتوفي أيضا عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس أبو سعد الإدريسي ، الإستراباذي ، الحافظ ، نزيل سمرقند ، وهو مصنف تاريخ سمرقند .

وتوفي أيضا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري ، صاحب التصانيف الحسنة المشهورة ، وأبو الحسن بن عياض ، وكان يلقب الناصر ، وكان يتولى الأهواز ، وقام ولده بنكير مقامه ، وأبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان الهمذاني ، الفقيه الشافعي ، وكان إماما عالما .

التالي السابق


الخدمات العلمية