الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عدة حوادث

[ الوفيات ]

فيها توفي الشريف الرضي ( محمد بن الحسين بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر أبو الحسن ) ، صاحب الديوان المشهور ، وشهد جنازته الناس كافة ، ولم يشهدها أخوه لأنه لم يستطع أن ينظر إلى جنازته ، فأقام بالمشهد إلى أن أعاده الوزير فخر الملك إلى داره ، ورثاه كثير من الشعراء منهم أخوه المرتضى ، فقال :


يا للرجال لفجعة جذمت يدي ، ووددتها ذهبت علي براسي     ما زلت آبى وردها ، حتى أتت
فحسوتها في بعض ما أنا حاسي     ومطلتها زمنا ، فلما صممت
لم يثنها مطلي ، وطول مكاسي     لا تنكروا من فيض دمعي عبرة
فالدمع خير مساعد ومؤاس     واها لعمرك من قصير طاهر
ولرب عمر طال بالأرجاس



وفيها توفي أبو طالب أحمد بن بكر العبدي النحوي ، مصنف " شرح [ ص: 609 ] الإيضاح " ، وأبو أحمد عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي ، والإمام أبو حامد ( أحمد بن محمد بن أحمد ) الإسفراييني إمام أصحاب الشافعي ، وكان يحضر دراسته أربعمائة متفقه ، وكان يدرس بمسجد عبد الله بن المبارك بقطيعة الفقهاء ، وكان عمره إحدى وستين سنة وأشهرا .

وفيها توفي أبو جعفر أستاذ هرمز بن الحسن والد عميد الجيوش ، بشيراز ، وكان عمره مائة وخمس سنين ، وتوفي شهاب الدولة أبو درع رافع بن محمد بن مقن ، وله شعر حسن ، منه :


وما زلت أبكي في الديار تأسفا     لبين خليل ، أو فراق حبيب
فلما عرفت الربع لا شك أنه     هو الربع فاضت مقلتي بغروب
وجربت دهري ناسيا ، فوجدته     أخا غير لا تنقضي وخطوب
وعاشرت أبناء الزمان ، فلم أجد     من الناس خدنا حافظا لمغيب
ولم يبق منهم حافظ لذمامه     ولا ناصر يرعى جوار قريب



وفيها توفي خاشاذه أبو نصر الذي كان صاحب غرشسحتان من خراسان ، في قبض يمين الدولة ، وقد ذكرنا سبب ذلك .

[ عدة حوادث ] وفيها ، في صفر ، قلد الشريف المرتضى أبو القاسم أخو الرضي نقابة العلويين ، والحج ، والمظالم ، بعد موت أخيه الرضي .

[ ص: 610 ] ( وفيها وقعت فتنة ببغداذ بين أهل الكرخ وبين أهل باب الشعير ، ونهبوا القلائين ، فأنكر فخر الملك على أهل الكرخ ، ومنعوا من النوح يوم عاشوراء ، ومن تعليق المسوح .

وفيها وقع بالبصرة وما جاورها وباء شديد عجز [ معه ] الحفارون عن حفر القبور .

وفيها ، في حزيران ، جاء مطر شديد في بلاد العراق وكثير من البلاد ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية