الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 531 ] ( إنها عليهم مؤصدة ( 8 ) في عمد ممددة ( 9 ) )

                                                                                                                                                                                                                                      ( إنها عليهم مؤصدة ) مطبقة مغلقة . ( في عمد ممددة ) قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر : ( في عمد ) بضم العين والميم ، وقرأ الآخرون بفتحهما ، كقوله تعالى : رفع السماوات بغير عمد ترونها ( الرعد - 2 ) وهما جميعا جمع عمود ، مثل : أديم وأدم [ وأدم ] ، قاله الفراء .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال أبو عبيدة : جمع عماد ، مثل : إهاب وأهب وأهب .

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن عباس : أدخلهم في عمد فمدت عليهم بعماد .

                                                                                                                                                                                                                                      [ وقيل : " في عمد ممددة ] : في أعناقهم الأغلال السلاسل .

                                                                                                                                                                                                                                      [ وقيل : " هي عمد ممددة " : على باب جهنم ] ، سدت عليهم بها الأبواب [ لا يمكنهم الخروج ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال قتادة : بلغنا أنها عمد يعذبون بها في النار .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : هي أوتاد الأطباق التي تطبق على أهل النار ، أي أنها مطبقة عليهم بأوتاد ممددة ، وهي في قراءة عبد الله " بعمد " بالباء .

                                                                                                                                                                                                                                      قال مقاتل : أطبقت الأبواب عليهم ثم سدت بأوتاد من حديد من نار حتى يرجع عليهم غمها وحرها ، فلا يفتح عليهم باب ولا يدخل عليهم روح ، والممددة من صفة العمد ، أي مطولة فتكون أرسخ من القصيرة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية