الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      1284 حدثنا ابن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي شعيب عن طاوس قال سئل ابن عمر عن الركعتين قبل المغرب فقال ما رأيت أحدا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليهما ورخص في الركعتين بعد العصر قال أبو داود سمعت يحيى بن معين يقول هو شعيب يعني وهم شعبة في اسمه

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( ما رأيت أحدا ) : الحديث سكت عنه المؤلف ثم المنذري ، فهو صالح الإسناد عندهما وصححه العيني وابن الهمام . وشعيب الراوي عن طاوس هو شعيب بياع الطيالسة . قال أبو زرعة : لا بأس به ، وذكره ابن حبان في الثقات وروى عنه وكيع وابن أبي غنية وعمر بن عبيد الطنافسي وموسى بن إسماعيل ، قاله العيني . وقال ابن حزم : سنده لا يصح لأنه عن أبي شعيب أو شعيب ولا يدرى من هو انتهى . وعندي أن هذا الحديث وهم من شعيب الراوي عن طاوس ، وتفرد بروايته عن طاوس ، وكيف تصح هذه الرواية وقد روى جماعة من الصحابة كعبد الله بن مغفل وأنس وعقبة بن عامر [ ص: 121 ] وغيرهم عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه أذن في ذلك لمن أراد أن يصلي وفعل في عهده بحضرته فلم ينه عنه . وقد روي عن جماعة من الصحابة والتابعين أنهم كانوا يصلون قبل المغرب ركعتين ، فمن الصحابة أنس وعبد الرحمن بن عوف وأبي بن كعب وأبو أيوب الأنصاري وأبو الدرداء وجابر بن عبد الله وغيرهم ، ورواية هؤلاء مروية في قيام الليل لمحمد بن نصر كذا في الشرح ( هو ) : أي الراوي عن طاوس ( شعيب ) : لا أبو شعيب ( وهم شعبة ) : الراوي عن شعيب ( في اسمه ) : فقال أبو شعيب بالكنية وإنما هو شعيب فشعبة وهم فيه . وعلى كل حال هذا الراوي ليس بذاك القوي الذي يعارض حديثه بحديث الشيخين الذي هو في أعلى مرتبة الصحة . ونازع في هذا الشيخ ابن الهمام في شرح الهداية وكلامه باطل وفاسد لا يعبأ به . وقد أشبع الكلام في الرد عليه صاحب الدراسات فأجاد وأحسن . كذا في الشرح لأخينا أبي الطيب .

                                                                      298 - باب صلاة الضحى



                                                                      الخدمات العلمية