الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شيء بصير

                                                                                                                                                                                                                                      ثم خوف الكفار فقال: "أأمنتم" قرأ ابن كثير: "وإليه النشور وأمنتم" وقرأ نافع، وأبو عمرو: "النشورآمنتم" بهمزة ممدودة . وقرأ عاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: "أأمنتم" بهمزتين "من في السماء" قال ابن عباس: أمنتم عذاب من في السماء، وهو الله عز وجل؟! "وتمور" بمعنى: تدور . قال مقاتل: والمعنى: تدور بكم إلى الأرض السفلى .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: أن يرسل عليكم حاصبا وهي: الحجارة، كما أرسل على قوم لوط "فستعلمون كيف نذير" أي: كيف كانت عاقبة إنذاري لكم في الدنيا إذا نزل بكم العذاب "ولقد كذب الذين من قبلهم" يعني: كفار الأمم "فكيف كان نكير" أي: إنكاري عليهم بالعذاب .

                                                                                                                                                                                                                                      "أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات" أي: تصف أجنحتها في الهواء، وتقبض أجنحتها بعد البسط، وهذا معنى الطيران، وهو بسط الجناح وقبضه بعد البسط "ما يمسكهن" أن يقعن "إلا الرحمن" .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية