الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين .

[198] ليس عليكم جناح أي: إثم، وأصله من الجنوح، الميل عن القصد .

أن تبتغوا أي: تقصدوا.

فضلا أي: رزقا وتفضلا، وهو الربح في التجارة.

من ربكم في مواسم الحج. نزلت لما تأثم المسلون من التجارة أيام الحج.

فإذا أفضتم دفعتم، أصل الإفاضة الدفع بكثرة، من أفاض الرجل ماءه.

من عرفات جمع عرفة، جمع بما حولها، وإن كانت بقعة واحدة، وهي اسم علم للموقف، سميت به لأنها وصفت لإبراهيم عليه السلام، فلما رآها عرفها. وقيل: إن آدم -عليه السلام- لما أهبط وقع بالهند وحواء بجدة، فجعل كل واحد منهما يطلب صاحبه فاجتمعا بعرفات يوم عرفة، وتعارفا، فسمي اليوم عرفة، والموضع عرفات، وقيل غير ذلك.

فاذكروا الله بالدعاء والتهليل والتلبية.

عند المشعر الحرام أي: بالقرب منه، وهو ما بين جبلي مزدلفة من مأزمي عرفة إلى محسر، وجميع المزدلفة موقف إلا المحسر، [ ص: 285 ] وقيل: هو جبل قزح، وسمي مشعرا، من الإشعار، الإعلام لأنه من معالم الحج، وأصل الحرام: المنع فلا يفعل فيه ما نهي عنه، والإفاضة من عرفات بعد غروب الشمس، ومن المزدلفة قبل طلوعها يوم النحر، وسمي المزدلفة جمعا; لأنه يجمع فيه بين صلاتي العشاء، والمزدلفة لازدلاف الناس إليها; أي: دنوهم منها.

واذكروه بالتوحيد ذكرا حسنا.

كما هداكم لدينه ومناسك حجه.

وإن كنتم من قبله أي: قبل الهدى.

لمن الضالين الجاهلين بعبادته وذكره.

التالي السابق


الخدمات العلمية