الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( شط ) الشين والطاء أصلان صحيحان : أحدهما البعد . والآخر يدل على الميل .

                                                          فأما البعد فقولهم : شطت الدار ، إذا بعدت تشط شطوطا . والشطاط : البعد . والشطاط : الطول ; وهو قياس البعد ; لأن أعلاه يبعد عن الأرض . [ ص: 166 ] ويقال أشط فلان في السوم ، إذا أبعد وأتى الشطط ، وهو مجاوزة القدر . قال جل ثناؤه : ولا تشطط . ويقال أشط القوم في طلب فلان ، إذا أمعنوا و أبعدوا .

                                                          وأما الميل فالميل في الحكم . ويجوز أن ينقل إلى هذا الباب الاحتجاج بقوله تعالى : ولا تشطط . أي لا تمل . يقال [ شط ، و ] أشط ، وهو الجور والميل في الحكم . وفي حديث تميم الداري : إنك لشاطي حتى أحمل قوتك على ضعفي ، شاطي ، أي جائر في الحكم علي . والشط : شط السنام ، وهو شقه ، ولكل سنام شطان . وإنما سمي شطا لأنه مائل في أحد الجانبين . قال الشاعر :


                                                          كأن تحت درعها المنعط شطا رميت فوقه بشط



                                                          وناقة شطوطى من هذا . وشط النهر يسمى شطا لذلك ، لأنه في الجانبين .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية