الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( ويحثو من دنا ) إلى القبر بأن كان على شفيره كما نص عليه ووقع في الكفاية أنه يسن لكل من حضر وقد يجمع بحمل الأول على التأكد ( ثلاث حثيات تراب ) بيديه جميعا من قبل رأس الميت للاتباع وسنده جيد ويقول في الأولى { منها خلقناكم } وفي الثانية { وفيها نعيدكم } وفي الثالثة { ومنها نخرجكم تارة أخرى }

                                                                                                                              ( تنبيه ) بين بالجمع بين يحثو وحثيات المناسب ليحثي لا ليحثو أنه سمع حثا يحثو حثوا وحثوات وحثى يحثي حثيا وحثيات والثاني أفصح ( ثم ) بعد حثي الحاضرين كذلك ويظهر ندب الفورية كما يفهمه التعليل الآتي خلاف ما تقتضيه ثم ( يهال ) أي يردم والأولى كونه ( بالمساحي ) مثلا لأنه أسرع لتكميل الدفن إذ هي جمع مسحاة بالكسر ولا تكون إلا من جديد بخلاف المجرفة ولا يزاد على ترابه أي إن كفاه لئلا يعظم شخصه

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              ( قوله ووقع في الكفاية أنه يسن لكل من حضر ) هو المعتمد شرح م ر ( قوله في المتن ثلاث حثيات ) انظر لو تعذر الحثي فهل تطلب الإشارة إليه بيديه فيه نظر



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              قول المتن ( ويحثو إلخ ) أي بعد سد اللحد ع ش ( قوله ووقع في الكفاية أنه يسن لكل من حضر ) أي الدفن وهو شامل للبعيد أيضا واستظهره العراقي وهو المعتمد على أنه يمكن الجمع بينهما بحمل الأول على التأكد نهاية وكذا في المغني إلا قوله على أنه يمكن إلخ قال ع ش قوله م ر وهو شامل للبعيد إلخ أي وللنساء أيضا ومعلوم أن محله حيث لم يؤد قربها من القبر إلى الاختلاط بالرجال ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله بيديه جميعا ) أي وإن كانت المقبرة منبوشة وهناك رطوبة ع ش قول المتن ( ثلاث حثيات تراب ) أي من تراب القبر نهاية ومغني قال ع ش ولعل أصل السنة يحصل بغير ترابه أيضا سم على المنهج وبقي ما لو فقد التراب فهل يشير إليه بيديه أم لا فيه نظر والأقرب الثاني وينبغي الاكتفاء بذلك مرة واحدة وإن تعدد المدفون

                                                                                                                              ( فائدة ) وجد بخط شيخنا الإمام تقي الدين العلوي عن خط والده قال وجدت ما مثاله حدثني الفقيه أبو عبد الله محمد الحافظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { من أخذ من تراب القبر حال الدفن بيده أي حال إرادته وقرأ { إنا أنزلناه في ليلة القدر } سبع مرات وجعله مع الميت في كفنه أو قبره لم يعذب ذلك الميت في القبر } انتهى علقمي وينبغي أولوية كون التراب في القبر إذا كانت المقبرة منبوشة لا في الكفن لنجاسته ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله ويقول في الأولى إلخ ) زاد المحب الطبري فيها اللهم لقنه عند المسألة حجته وفي الثانية اللهم افتح أبواب السماء لروحه وفي الثالثة اللهم جاف الأرض عن جنبيه نهاية قال ع ش قوله حجته أي ما يحتج به على صحة إيمانه وإطلاقه يشمل ما لو لم يكن الميت ممن يسأل كالطفل وإطلاقه يشمل أيضا ما لو قدم الآية على الدعاء أو أخرها وينبغي تقديم الآية على الدعاء أخذا من قوله زاد المحب إلخ ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله والثاني أفصح ) وفي كلام المختار والمحلي ما يشعر بأن الأفصح الأول ع ش ( قوله ثم بعد حثي الحاضرين إلخ ) مقتضاه انتظار حثي جميعهم وفيه بعد عند كثرتهم جدا لتفويته المبادرة فليتأمل بصري ( قوله كذلك ) أي ثلاث حثيات التراب قال النهاية والمغني وإنما كان الإهالة بعد الحثي لأنه أبعد عن وقوع اللبنات وعن تأذي الحاضرين بالغبار ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله أي يردم ) أي يصب التراب على الميت نهاية ( قوله مثلا إلخ ) عبارة النهاية والمغني بفتح الميم جمع مسحاة بكسرها وهي آلة تمسح الأرض بها ولا تكون إلا من حديد بخلاف المجرفة قاله الجوهري والميم زائدة لأنها مأخوذة من السحو أي الكشف وظاهر أن المراد هنا هي أو ما في معناها وحكمة ذلك إسراع تكميل الدفن ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله إذ هي إلخ ) لا يظهر هذا التعليل ( قوله بخلاف المجرفة ) أي فإنها تكون من الحديد ومن غيره ع ش ( قوله على ترابه ) أي القبر مغني ( قوله أي إن كفاه إلخ ) أي وإن لم يرتفع بترابه شبرا والأوجه كما قال شيخنا [ ص: 173 ] أن يزاد لهذا مغني ويأتي في الشرح مثله




                                                                                                                              الخدمات العلمية