الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين ( 18 ) )

قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : ( ذلكم ) ، هذا الفعل من قتل المشركين ورميهم حتى انهزموا ، وابتلاء المؤمنين البلاء الحسن بالظفر بهم ، وإمكانهم من قتلهم وأسرهم فعلنا الذي فعلنا ( وأن الله موهن كيد الكافرين ) ، يقول : واعلموا أن الله مع ذلك مضعف " كيد الكافرين " ، يعني : مكرهم ، حتى يذلوا وينقادوا للحق ، أو يهلكوا .

وفى فتح " أن " من الوجوه ما في قوله : ( ذلكم فذوقوه وأن للكافرين ) ، [ سورة الأنفال : 14 ] ، وقد بينته هنالك .

وقد اختلفت القرأة في قراءة قوله : ( موهن ) .

فقرأته عامة قرأة أهل المدينة وبعض المكيين والبصريين : " موهن " بالتشديد ، من : " وهنت الشيء " ، ضعفته . [ ص: 450 ]

وقرأ ذلك عامة قرأة الكوفيين : ( موهن ) ، من أوهنته فأنا موهنه " ، بمعنى : أضعفته .

قال أبو جعفر : والتشديد في ذلك أعجب إلي ، لأن الله تعالى كان ينقض ما يبرمه المشركون لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، عقدا بعد عقد ، وشيئا بعد شيء ، وإن كان الآخر وجها صحيحا .

التالي السابق


الخدمات العلمية