الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4686 466 - حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا أبو عوانة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه ، فقال : لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله ، فقال عمر : إنه من حيث علمتم ، فدعا ذات يوم فأدخله معهم ، فما رئيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم ، قال : ما تقولون في قول الله تعالى : إذا جاء نصر الله والفتح فقال بعضهم : أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا ، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا ، فقال لي : أكذاك تقول يا ابن عباس ، فقلت : لا ، قال : فما تقول ؟ قلت : هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له ، قال : إذا جاء نصر الله والفتح وذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا فقال عمر : ما أعلم منها إلا ما تقول .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة تؤخذ من قوله : فسبح بحمد ربك إلى آخره ، وموسى بن إسماعيل أبو سلمة البصري التبوذكي ، وأبو عوانة بفتح العين الوضاح بن عبد الله اليشكري ، وأبو بشر بكسر الباء الموحدة جعفر بن أبي وحشية إياس اليشكري البصري ، ويقال : الواسطي .

                                                                                                                                                                                  والحديث مر في المغازي في باب مجرد عقيب باب منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ، فإنه أخرجه هناك عن أبي النعمان ، عن أبي عوانة ، إلى آخره .

                                                                                                                                                                                  قوله : " يدخلني " بضم الياء من الإدخال ، قوله : " مع أشياخ بدر " يعني من المهاجرين والأنصار ، قوله : " فكأن بعضهم " هو عبد الرحمن بن عوف ، قوله : " وجد " أي : غضب ، قوله : " إنه من حيث علمتم " أي : إن عبد الله بن عباس ممن علمتم فضله وزيادة علمه وعرفتم قدمه ، قوله : " فما رئيت " على صيغة المجهول بضم الراء وكسر الهمزة ، وفي غزوة الفتح في رواية المستملي : فما أريته ، بتقديم الهمزة ، والمعنى واحد ، قوله : " إلا ليريهم " بضم الياء من الإراءة ، قوله : " قلت : لا " أي : لا أقول مثل ما يقول هؤلاء ، قال عمر : فما تقول يا عبد الله ، قوله : " ما أعلم منها " أي : من المقالات التي قال بعضهم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية