الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ثم قال تعالى : وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس البينات : هي ما تبين به الحق من الآيات والدلائل كما قال في هذه السورة : ولقد جاءكم بالبينات [ 2 : 92 ] وروح القدس : هو روح الوحي الذي يؤيد الله به رسله كما قال لنبينا : وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا [ 42 : 52 ] الآية . وقال له في سورة النحل : قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين [ 16 : 102 ] وقال أبو مسلم : إن روح القدس عبارة عن الروح الطيبة المقدسة التي أيد بها عيسى - عليه السلام - ، وقد سبقت هذه العبارة في آية ( 87 ) من هذه السورة فلا نطيل في إعادة تفسيرها ، ولعل النكتة في ذكر اسم عيسى - عليه الصلاة والسلام - : أن ما آتاه لما كان مشتركا كان ذكره بالإبهام غير صريح في كونه ممن فضل به ، أو الرد على الذين غلوا فيه ، فزعموا أنه إله [ ص: 7 ] لا رسول مؤيد بآيات الله ، ظهر لي هذا عند الكتابة ، ثم راجعت تفسير أبي السعود فإذا هو يقول : وإفراده - عليه السلام - بما ذكر لرد ما بين أهل الكتابين في شأنه - عليه السلام - من التفريط والإفراط .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية