الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر وفاة مشرف الدولة وملك أخيه جلال الدولة

في هذه السنة ، في ربيع الأول ، توفي الملك مشرف الدولة أبو علي بن بهاء [ ص: 688 ] الدولة بمرض حاد ، وعمره ثلاث وعشرون سنة وثلاثة أشهر ، وملكه خمس سنين وخمسة وعشرون يوما ، وكان كثير الخير ، قليل الشر ، عادلا ، حسن السيرة ، وكانت والدته في الحياة ، وتوفيت سنة خمس وعشرين [ وأربعمائة ] .

ولما توفي مشرف الدولة خطب ببغداذ ، بعد موته ، لأخيه أبي ظاهر جلال الدولة ، وهو بالبصرة ، وطلب إلى بغداذ ، فلم يصعد إليها ، وإنما بلغ إلى واسط ، وأقام بها ، ثم عاد إلى البصرة ، فقطعت خطبته ، وخطب لابن أخيه الملك أبي كاليجار بن سلطان الدولة بن بهاء الدولة في شوال ، وهو حينئذ صاحب خوزستان ، والحرب بينه وبين عمه أبي الفوارس ، صاحب كرمان ، بفارس ، فلما سمع جلال الدولة بذلك أصعد إلى بغداذ ، فانحدر عسكرها ليردوه عنها ، فلقوه بالسيب من أعمال النهروان ، فردوه فلم يرجع ، فرموه بالنشاب ، ونهبوا بعض خزائنه ، فعاد إلى البصرة ، وأرسلوا إلى الملك أبي كاليجار ليصعد إلى بغداذ ليملكوه فوعدهم الإصعاد ، ولم يمكنه لأجل صاحب كرمان ولما أصعد جلال الدولة كان وزيره أبا سعد بن ماكولا .

التالي السابق


الخدمات العلمية