الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة ومن العجب أن يجوز الشافعي ونظراؤه إمامة الفاسق ومن لا يؤتمن [ ص: 124 ] على حبة مال كيف يصح أن يؤتمن على قنطار دين ; وهذا إنما كان أصله أن الولاة [ الذين كانوا يصلون بالناس ] لما فسدت أديانهم ، ولم يمكن ترك الصلاة وراءهم ، ولا استطيعت إزالتهم صلى معهم ووراءهم ، كما قال عثمان : الصلاة أحسن ما يفعل الناس ، فإذا أحسنوا فأحسن معهم ، وإذا أساءوا فاجتنب إساءتهم ; ثم كان من الناس من إذا صلى معهم تقية أعادوا الصلاة لله .

                                                                                                                                                                                                              ومنهم من كان يجعلها صلاته . وبوجوب الإعادة أقول ; فلا ينبغي لأحد أن يترك الصلاة خلف من لا يرضى من الأئمة ، ولكن يعيد سرا في نفسه ، ولا يؤثر ذلك عند غيره . المسألة الرابعة وأما أحكامه إن كان [ حاكما ] واليا فينفذ منها ما وافق الحق ويرد ما خالفه ، ولا ينقض حكمه الذي أمضاه بحال ، ولا تلتفتوا إلى غير هذا القول من رواية ثؤثر ، أو قول يحكى ; فإن الكلام كثير ، والحق ظاهر .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية