الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وتنحتون من الجبال [149]

                                                                                                                                                                                                                                        ويقال: تنحتون لأن فيه حرفا من حروف الحلق (بيوتا فرهين) قراءة المدنيين والبصريين، وقرأ أبو صالح والكوفيون فارهين وقد اختلف العلماء في معناهما ففرق بينهما بعضهم وجعلهما بمعنى واحد. فقال أبو صالح ومعاوية بن قرة ومنصور بن المعتمر والضحاك بن مزاحم؛ "فارهون" حاذقون. قال مجاهد : "فرهون" أشرون بطرون. قال أبو جعفر : فهذا تفريق بين معنيين، يكون "فارهون" من فره إذا كان حاذقا نشيطا، و"فرهون" بمعنى فرحين فأبدل من الحاء هاء، وقد روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس [(وينحتون من الجبال بيوتا فرهين) قال: حاذقين. قال: فهذا بمعنى فارهين إن كان محفوظا .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 188 ] عن ابن عباس وممن ذهب إلى أن فارهين وفرهين بمعنى واحد أبو عبيدة وقطرب، وحكى قطرب: فره يفره فهو فاره وفره يفره فهو فره وفاره إذا كان نشيطا وهو منصوب على الحال .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية