الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 409 ] ( وقال محمد رحمه الله : يجوز حبس الكراع والسلاح ) ومعناه وقفه في سبيل الله ، وأبو يوسف معه فيه على ما قالوا وهو : استحسان . والقياس أن لا يجوز لما بيناه من قبل . وجه الاستحسان الآثار المشهورة فيه ، منها قوله عليه الصلاة والسلام : { وأما خالد فقد حبس أدرعا وأفراسا له في سبيل الله تعالى . وطلحة رضي الله عنه حبس دروعه في سبيل الله تعالى }ويروى : " أكراعه " ، والكراع : الخيل . ويدخل في حكمه الإبل لأن العرب يجاهدون [ ص: 410 ] عليها وكذا السلاح يحمل عليها . .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الحديث الثالث : قال عليه السلام : { وأما خالد فقد حبس أدرعا في سبيل الله }; قلت : أخرجه البخاري ، ومسلم في " الزكاة " عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ، قال : { بعث النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب على الصدقة ، فمنع ابن جميل ، وخالد بن الوليد ، والعباس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ينقم ابن جميل إلا أن كان فقيرا فأغناه الله ; وأما خالد ، فإنكم تظلمون خالدا ، فقد احتبس أدراعه وأعتده في سبيل الله ، وأما العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي علي ، ومثلها ، ثم قال : أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه ؟ ، }انتهى .

                                                                                                        وأخرج الطبراني في " معجمه " عن ابن المبارك ثنا حماد بن زيد عن عبد الله بن المختار عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل ، قال : لما حضرت خالد بن الوليد الوفاة ، قال : لقد طلبت القتل ، فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي ، وما من عملي أرجى من : لا إله إلا الله ، وأنا مترس بها ، ثم قال : إذا أنا مت فانظروا سلاحي ، وفرسي ، فاجعلوه عدة في سبيل الله تعالى انتهى .

                                                                                                        قوله : { وطلحة رضي الله عنه حبس دروعه في سبيل الله } ، ويروى أكراعه ; قلت : غريب جدا .




                                                                                                        الخدمات العلمية