الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4730 [ ص: 35 ] 36 - حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا المفضل ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما : قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، أخرجه عن قتيبة بن سعيد ، عن المفضل على صيغة اسم المفعول من التفضيل ، ابن فضالة بفتح الفاء وتخفيف المعجمة ، وهذا الحديث غير الحديث الأول ، وجعلهما أبو مسعود الدمشقي حديثا واحدا ، وعاب ذلك عليه أبو العباس الطرقي ، وفرق بينهما في كتابه ، وكذا فعله خلف الواسطي ، وأجدر به أن يكون صوابا لتباينهما .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إذا أوى " يقال أويت إلى منزلي بقصر الألف وأويت غيري وآويته بالقصر والمد ، وأنكر بعضهم المقصور المتعدي وأبى ذلك الأزهري فقال : هي لغة فصيحة ، قوله : " يبدأ بهما " إلخ ، وعلم المبتدأ من لفظ يبدأ ، وأما المنتهى فلا يعلم إلا من مقدر تقديره ثم ينتهي إلى ما أدبر من جسده ، قال المظهري في شرح المصابيح : ظاهر الحديث يدل على أنه نفث في كفه أولا ثم قرأ ، وهذا لم يقل به أحد ولا فائدة فيه ، ولعله سهو من الراوي ، والنفث ينبغي أن يكون بعد التلاوة ليوصل بركة القرآن إلى بشرة القارئ أو المقروء له ، وأجاب الطيبي عنه بأن الطعن فيما صحت روايته لا يجوز ، وكيف والفاء فيه مثل ما في قوله تعالى : فإذا قرأت القرآن فاستعذ فالمعنى جمع كفيه ثم عزم على النفث فيه ، أو لعل السر في تقديم النفث فيه مخالفة السحرة ، والله أعلم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية