الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4731 38 - حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا سفيان ، عن عبد العزيز بن رفيع قال : دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس رضي الله عنهما ، فقال له شداد بن معقل : أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء ، قال : ما ترك إلا ما بين الدفتين ، قال : ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال : ما ترك إلا ما بين الدفتين .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وقد ذكر هذا الحديث في الاستدلال على الروافض وبيان بطلان دعواهم بقول محمد بن الحنفية وهو ابن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية ، وهي خولة بنت جعفر من بني حنيفة ، وكانت من سبي اليمامة الذين سباهم أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وبقول عبد الله بن عباس ، وفيه نكتة لطيفة من البخاري حيث استدل على الروافض في بطلان مذهبهم بمحمد بن الحنفية الذين يدعون إمامته ، فلو كان شيء يتعلق بإمامة أبيه علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه لما كان يسعه كتمانه لجلالة قدره وقوة دينه ، وكذلك استدل بقول ابن عباس فإنه ابن عم علي بن أبي طالب وأشد الناس له لزوما واطلاعا على حاله ، فلو كان عنده شيء من ذلك لما وسعه كتمانه لكثرة علمه وقوة دينه وجلالة قدره .

                                                                                                                                                                                  وأخرج هذا الحديث عن قتيبة بن سعيد ، عن سفيان بن عيينة ، عن عبد العزيز بن رفيع بضم الراء وفتح الفاء الأسدي المكي ، سكن الكوفة ومات بعد الثلاثين ومائة ، وشداد على وزن فعال بالتشديد ابن معقل بفتح الميم وسكون العين المهملة وكسر القاف وباللام الأسدي الكوفي التابعي الكبير من أصحاب ابن مسعود وعلي بن أبي طالب ، ولم يقع له ذكر في البخاري إلا في هذا الموضع .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أترك النبي صلى الله عليه وسلم " الهمزة فيه للاستفهام على سبيل الاستخبار ، قوله : " من شيء " في رواية الإسماعيلي شيئا سوى القرآن ، قوله : " قال ودخلنا " القائل هو عبد العزيز بن رفيع .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية