الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ ص: 55 ] تكليف من أحيي بعد موته

                                                      من أحيي بعد موته كالذي مر على قرية وكالخارجين من ديارهم ألوف ، قال الماوردي في تفسيره " : اختلف في بقاء تكليف من أعيد بعد موته ، فقيل : يبقى ، لئلا يخلو عاقل من تعبد ، وقيل : يسقط ، فالتكليف معتبر بالاستدلال دون الاضطرار . ا هـ . ، وهو غريب . وقال الإمام في تفسيره " : إذا جاز تكليفهم بعد الموت فلم لا يجوز تكليف أهل الآخرة ؟ وأجاب بأن المانع من الآخرة الاضطراب إلى المعرفة ، وبعد العلم الضروري لا تكليف وأهل الصاعقة يجوز كونه تعالى لم يضطرهم فصح تكليفهم بعد ذلك . ا هـ .

                                                      وقال بعض مشايخنا : الحق أن الآيات المضطرة لا تمنع التكليف ، و [ اليهود ] قد أبوا أخذ الكتاب ، فرفع الجبل فوقهم ، فآمنوا وقبلوه ، ولا شك في أن هذا آية مضطرة .

                                                      وقول الرازي بعدم التكليف في الآخرة ليس على إطلاقه ، فإن التكليف بالمعرفة باق فيها ، وقد جاء أنه تؤجج نار ويؤمرون بالدخول فيها ، فمن أقبل على ذلك صرف عنها ، وهذا تكليف . [ ص: 56 ] وقال بعضهم : قولهم : الآخرة دار جزاء ، والدنيا دار تكليف محمول على الأغلب في كل دار في الآخرة الجزاء كما في الدنيا التكليف .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية