الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
( تنبيهات ) :

( الأول ) : ظاهر النظم وجوب طاعة الوالد ولو كان كافرا .

وقاله في الآداب الكبرى . قال وجزم به صاحب النظم ثم قال : وظاهر كلامه [ ص: 386 ] في المستوعب في قوله وإن كانا فاسقين أن الكافرين لا تجب طاعتهما .

ويوافقه ما ذكره الأصحاب أنه لا إذن للكافر في الجهاد تعين عليه أم لا ، ويعاملهما بما ذكره الله تعالى . وقالت أسماء ابنة أبي بكر الصديق { رضي الله عنهما جاءتني أمي مشركة فسألت النبي صلى الله عليه وسلم أصلها ؟ قال نعم } متفق عليه ويروى أنه نزل فيها { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين } إلى آخر الآية ، فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تقبل هديتها وأن تدخلها بيتها .

قال الإمام الحافظ ابن الجوزي : وهذه الآية رخصة في الذين لم ينصبوا الحرب للمسلمين وجواز برهم وإن كانت الموالاة منقطعة ، وتقدم في صلة الرحم . وبهذا تعلم أنه لا تجب طاعة الأب المشرك كالمسلم ، لا سيما في ترك النوافل والطاعات . قال في الآداب الكبرى : وهذا أمر ظاهر ولذا قال الخطابي : لا سبيل للوالدين الكافرين من منعه من الجهاد فرضا كان أو نفلا ، وطاعتهما حينئذ معصية لله معونة للكفار ، وإنما عليه أن يبرهما ويطيعهما فيما ليس بمعصية . كذا قال . قال في الآداب الكبرى . ولعل مراده بقوله وإنما عليه على سبيل الاستحباب . والله أعلم بالصواب .

التالي السابق


الخدمات العلمية