الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                            مواهب الجليل في شرح مختصر خليل

                                                                                                                            الحطاب - محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعينى

                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( والمشاورة )

                                                                                                                            ش : قال المتيطي إنما كان صلى الله عليه وسلم يشاور في الحروب وفيما ليس فيه حكم بين الناس وقيل : له أن يشاور في الأحكام قال أحمد بن نصر وهذه غفلة عظيمة انتهى .

                                                                                                                            ولفظ الجواهر ومشاورة ذوي الأحلام في غير الشرائع انتهى .

                                                                                                                            وذكر القرطبي القول الأول عن قتادة والربيع وابن إسحاق والشافعي قال وأمره بذلك تطييبا لنفوسهم ورفعا لأقدارهم وتألفا على دينهم وإن كان الله أغناه عن رأيهم وليقتدى به ، ولم يذكر القول الثالث لكنه قال : وقال الآخرون ذلك فيما لم يأته فيه وحي ، وروى ذلك عن الحسن البصري الضحاك انتهى بالمعنى ووجه خصوصيته صلى الله عليه وسلم بوجوب المشاورة والله أعلم أنه وجب عليه ذلك مع كمال علمه ومعرفته وإلا فقد قال القرطبي : قال ابن خويز منداد : واجب على الولاة مشاورة العلماء فيما لا يعلمون وفيما أشكل عليهم من أمور الدين ووجوه الجيش فيما يتعلق بالحروب ، ووجوه الناس فيما يتعلق بالمصالح ، ووجوه الكتاب والعمال والوزراء فيما يتعلق بمصالح العباد وعمارتها انتهى .

                                                                                                                            ولعله البلاد عوض العباد وهو الظاهر وقال قبله : قال ابن عطية الشورى من قواعد الدين وعزائم الأحكام [ ص: 396 ] ومن لا يستشر أهل العلم والدين فعزله واجب هذا مما لا اختلاف فيه انتهى فتأمله والله أعلم

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية