الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولاية الملك المظفر قطز

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها قبض الأمير سيف الدين قطز على ابن أستاذه نور الدين علي الملقب بالمنصور ، وذلك في غيبة أكثر الأمراء من مماليك أبيه وغيرهم في الصيد ، فأمسكه وسيره مع أمه وابنيه وإخوته إلى بلاد الأشكري ، وتسلطن هو ، وسمى نفسه بالملك المظفر ، وكان هذا من رحمة الله تعالى بالمسلمين ، فإنه الذي يسرالله على يديه كسرة التتار كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى . وهذا الذي اعتذر به إلى ابن العديم فإنه قال : لابد للناس من سلطان قاهر يقاتل التتار ، وهذا صبي صغير لا يعرف تدبير المملكة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها برز الملك الناصر صاحب دمشق إلى وطأة برزة في جحافل كثيرة من [ ص: 389 ] الجيش والمطوعة والأعراب وغيرهم ، ولما علم ضعفهم عن مقاومة المغول ، ارفض ذلك الجمع ، ولم يصبر لا هو ولا هم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية