الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر البيعة لولي العهد

في هذه السنة مرض القادر بالله ، وأرجف بموته ، فجلس جلوسا عاما وأذن للخاصة والعامة فوصلوا إليه ، فلما اجتمعوا قام الصاحب أبو الغنائم فقال : خدم مولانا أمير المؤمنين داعون له بإطالة البقاء ، وشاكرون لما بلغهم من نظره لهم وللمسلمين باختيار الأمير أبي جعفر لولاية العهد .

فقال الخليفة للناس : قد أذنا في العهد له ، وكان أراد أن يبايع له قبل ذلك ، فثناه عنه أبو الحسن بن حاجب النعمان . فلما عهد إليه ألقيت الستارة . وقعد أبو جعفر على السرير الذي كان قائما عليه ، وخدمه الحاضرون وهنأوه . وتقدم أبو الحسن بن حاجب النعمان فقبل يده وهنأه ، فقال : ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا يعرض له بإفساده رأي الخليفة فيه ، فأكب على تقبيل قدمه . وتعفير خده بين يديه والاعتذار . فقبل عذره ودعي له على المنابر يوم الجمعة [ ص: 741 ] لتسع بقين من جمادى الأولى .

التالي السابق


الخدمات العلمية