الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين

                                                                                                                                                                                                                                        ( وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة ) إنكار لمجيئها أو استبطاء استهزاء بالوعد به . ( قل بلى ) رد لكلامهم وإثبات لما نفوه . ( وربي لتأتينكم عالم الغيب ) تكرير لإيجابه مؤكدا بالقسم مقررا لوصف المقسم به بصفات تقرر إمكانه وتنفي استبعاده على ما مر غير مرة ، وقرأ حمزة والكسائي «علام الغيب » للمبالغة ، ونافع وابن عامر ورويس ( عالم الغيب ) بالرفع على أنه خبر محذوف أو مبتدأ خبره ( لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ) وقرأ الكسائي ( لا يعزب ) بالكسر . ( ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ) جملة مؤكدة لنفي العزوب ، ورفعهما بالابتداء ويؤيده القراءة بالفتح على نفي الجنس ، ولا يجوز عطف المرفوع على ( مثقال ) والمفتوح على ( ذرة ) بأنه فتح في موضع الجر لامتناع الصرف لأن الاستثناء يمنعه ، اللهم إلا إذا جعل الضمير في ( عنه ) للغيب وجعل المثبت في اللوح خارجا عنه لظهوره على المطالعين له فيكون المعنى لا ينفصل عن الغيب شيء إلا مسطورا في اللوح .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية