الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4891 117 - حدثنا أبو نعيم ، حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كنا نتقي الكلام والانبساط إلى نسائنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم هيبة أن ينزل فينا شيء ، فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم تكلمنا وانبسطنا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قيل : لا مطابقة بين الترجمة وبين هذا الحديث ; لأن فيه الإخبار بأنهم كانوا يتقون الخوض في الكلام والانبساط إلى النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وليس فيه ما يتعلق بالترجمة ، قلت : يمكن أن تؤخذ المطابقة من قوله : ( وانبسطنا ) ; لأن الانبساط إليهن من جملة الوصاية بهن .

                                                                                                                                                                                  وأبو نعيم الفضل بن دكين ، وسفيان هو الثوري .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه ابن ماجه في الجنائز في باب ذكر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم عن محمد بن بشار .

                                                                                                                                                                                  قوله : ( كنا نتقي ) أي نجتنب الكلام الذي يخشى منه سوء العاقبة ، قوله : ( والانبساط ) أي ونتقي أيضا الانبساط إلى نسائنا وأراد به التقصير في حقهن وترك الرفق بهن ، قوله : ( هيبة ) مفعول له لقوله نتقي أي نتقي لخوف أن ينزل فينا أي في شأننا شيء من الوحي ، وكلمة أن مصدرية أي خوف النزول ، قوله : ( تكلمنا وانبسطنا ) يريد به تغيير شأنهم عما كانوا عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، والدليل عليه ما رواه ابن ماجه أيضا عقيب الحديث المذكور من حديث أبي بن كعب قال : " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما وجهنا واحد فلما قبض نظرنا هكذا وهكذا " وروي أيضا من حديث أنس بن مالك قال : " لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء وما نفضنا عن النبي صلى الله عليه وسلم الأيدي حتى أنكرنا قلوبنا " .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية