الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                [ ص: 631 ] هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين

                                                                                                                                                                                                هذا بيان للناس إيضاح لسوء عاقبة ما هم عليه من التكذيب، يعني: حثهم على النظر في سوء عواقب المكذبين قبلهم والاعتبار بما يعاينون من آثار هلاكهم وهدى وموعظة للمتقين يعني: أنه مع كونه بيانا وتنبيها للمكذبين فهو زيادة تثبيت وموعظة للذين اتقوا من المؤمنين، ويجوز أن يكون قوله: قد خلت جملة معترضة للبعث على الإيمان وما يستحق به ما ذكر من أجر العاملين، ويكون قوله: هذا بيان إشارة إلى ما لخص وبين من أمر المتقين والتائبين والمصرين.

                                                                                                                                                                                                ولا تهنوا ولا تحزنوا تسلية من الله سبحانه لرسوله - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين عما أصابهم يوم أحد وتقوية من قلوبهم، يعني: ولا تضعفوا عن الجهاد لما أصابكم، أي: لا يورثنكم ذلك وهنا وجبنا، ولا تبالوا به، ولا تحزنوا على من قتل منكم وجرح وأنتم الأعلون : وحالكم أنكم أعلى منهم وأغلب; لأنكم أصبتم منهم يوم بدر أكثر مما أصابوا منكم يوم أحد، أو وأنتم الأعلون شأنا; لأن قتالكم لله ولإعلاء كلمته، وقتالهم للشيطان ولإعلاء كلمة الكفر، ولأن قتلاكم في الجنة وقتلاهم في النار، أو هي بشارة لهم بالعلو والغلبة، أي: وأنتم الأعلون في العاقبة وإن جندنا لهم الغالبون [الصافات: 173].

                                                                                                                                                                                                إن كنتم مؤمنين : متعلق بالنهي بمعنى: ولا تهنوا إن صح إيمانكم على أن صحة الإيمان توجب قوة القلب والثقة بصنع الله وقلة المبالاة بأعدائه، أو بـ(الأعلون) أي: إن كنتم مصدقين بما يعدكم الله ويبشركم به من الغلبة.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية