الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها توفي :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الشيخ كمال الدين سلار بن حسن بن عمر بن سعيد الإربلي الشافعي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحد مشايخ المذهب ، وقد اشتغل عليه الشيخ محيي الدين النووي ، وقد اختصر " البحر " للروياني في مجلدات عديدة هي عندي بخط يده ، وكانت الفتيا تدور عليه بدمشق ، توفي في عشر السبعين ودفن بباب الصغير ، وكان معيدا بالباذرائية من أيام الواقف ، لم يطلب زيادة على ذلك إلى أن توفي في هذه السنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وجيه الدين محمد بن علي بن أبي طالب بن سويد التكريتي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التاجر [ ص: 502 ] الكبير ذو الأموال الكثيرة ، وكان معظما عند الدولة ، ولا سيما عند الملك الظاهر ، كان يجله ويكرمه; لأنه كان قد أسدى إليه جميلا في حال إمرته قبل أن يلي السلطنة ، ودفن برباطه وتربته بالقرب من الرباط الناصري بقاسيون ، وكانت كتب الخليفة ترد إليه في كل وقت ، وكانت مكاتباته مقبولة عند جميع الملوك ، حتى ملوك الفرنج في السواحل وفي أيام التتار في أيام هولاوون ، وكان كثير الصدقات والبر .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      نجم الدين يحيى بن محمد بن عبد الواحد بن اللبودي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      واقف اللبودية التي عند حمام الفلك المسيري على الأطباء ، ولديه فضيلة بمعرفة الطب ، وقد ولي نظر الدواوين بدمشق ، ودفن بتربته عند اللبودية .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الشيخ علي البكاء

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صاحب الزاوية بالقرب من بلد الخليل - عليه السلام - كان مشهورا بالصلاح والعبادة والإطعام لمن اجتاز به من المارة والزوار ، وكان الملك المنصور قلاوون يثني عليه ويذكر أنه اجتمع به وهو أمير ، وأنه كاشفه في أشياء وقعت جميعها ، ومن جملتها أنه سيملك . نقل ذلك قطب الدين اليونيني ، وذكر أن سبب بكائه الكثير أنه صحب رجلا كانت له أحوال وكرامات ، وأنه خرج معه من بغداد ، فانتهوا في ساعة واحدة إلى بلدة بينها وبين بغداد مسيرة سنة ، وأن ذلك الرجل قال له : إني سأموت في الوقت [ ص: 503 ] الفلاني ، فاشهدني في ذلك الوقت . قال : فلما كان ذلك الوقت حضرت عنده وهو في السياق ، وقد استدار إلى جهة الشرق ، فحولته إلى القبلة ، فاستدار إلى الشرق فحولته أيضا ، ففتح عينيه وقال : لا تتعب فإني لا أموت إلا على هذه الجهة . وجعل يتكلم بكلام الرهبان حتى مات ، فحملناه فجئنا به إلى دير هناك فوجدناهم في حزن عظيم ، فقلنا لهم : ما شأنكم؟ فقالوا : كان عندنا شيخ كبير ابن مائة سنة ، فلما كان اليوم مات على الإسلام . فقلنا لهم : خذوا هذا بدله وسلموا إلينا صاحبنا . قال : فوليناه فغسلناه وكفناه وصلينا عليه ودفناه مع المسلمين ، وولوا هم ذلك الرجل ، فدفنوه في مقبرة النصارى ، نسأل الله تعالى حسن الخاتمة . مات الشيخ علي في رجب من هذه السنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية