الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب تفريع أبواب شهر رمضان باب في قيام شهر رمضان

                                                                      1371 حدثنا الحسن بن علي ومحمد بن المتوكل قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال الحسن في حديثه ومالك بن أنس عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة ثم يقول من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر رضي الله عنه وصدرا من خلافة عمر رضي الله عنه قال أبو داود وكذا رواه عقيل ويونس وأبو أويس من قام رمضان وروى عقيل من صام رمضان وقامه [ ص: 179 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 179 ] باب تفريع أبواب شهر رمضان 315 - باب في قيام شهر رمضان ( قال الحسن في حديثه ) : أي فمعمر ومالك كلاهما يرويان عن الزهري ( من غير أن يأمرهم بعزيمة ) : معناه لا يأمرهم أمر إيجاب وتحتيم بل أمر ندب وترغيب ، ثم فسره بقوله ( ثم يقول من قام رمضان ) : وهذه الصيغة تقتضي الترغيب والندب دون الإيجاب ، واجتمعت الأمة أن قيام رمضان ليس بواجب بل هو مندوب ( إيمانا ) : أي مؤمنا بالله ومصدقا بأنه تقرب إليه ( واحتسابا ) : أي محتسبا بما فعله عند الله أجرا لم يقصد به غيره ، يقال احتسب بالشيء أي اعتد به فنصبهما على الحال ويجوز أن يكون على المفعول له أي تصديقا بالله وإخلاصا وطلبا للثواب ( غفر له ما تقدم من ذنبه ) : زاد أحمد " وما تأخر " أي من الصغائر ، ويرجى غفران الكبائر ( فتوفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والأمر على ذلك ) : معناه استمر الأمر هذه المدة على أن كل واحد يقوم رمضان في بيته منفردا حتى انقضى صدر من خلافة عمر ثم جمعهم عمر ـ رضي الله عنه ـ على أبي بن كعب فصلى بهم جماعة واستمر العمل على فعلها جماعة وقد جاءت هذه الزيادة في صحيح البخاري في كتاب الصيام قاله النووي ( وكذا رواه عقيل ويونس وأبو أويس ) : أي كلهم عن الزهري [ ص: 180 ] بلفظ " من قام " بالقاف ، وروى سفيان بالصاد أي ( من صام ) وتجيء روايته . قال المنذري : وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي . قال أبو داود : وكذا رواه عقيل ويونس وأبو أويس " من قام رمضان " وروى عقيل " من صام رمضان وقامه " هذا آخر كلامه . وقد أخرج البخاري حديث عقيل عن الزهري بلفظ القيام .




                                                                      الخدمات العلمية