الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية قال ابن وهب : سمعت مالكا وهو يذكر فضل المدينة على غيرها من الآفاق فقال : إن المدينة تبوئت بالإيمان والهجرة ، وإن غيرها من القرى افتتحت بالسيف ثم قرأ الآية : { والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم } الآية .

                                                                                                                                                                                                              وقد بينا فضل المدينة على كل بقعة في كتاب الإنصاف ، ولا معنى لإعادته ، بيد أن القارئ ربما تعلقت نفسه بنكتة كافية في ذلك مغنية عن التطويل ، فيقال له : إن أردت الوقوف على الحقيقة في ذلك فاتل مناقب مكة إلى آخرها ، فإذا استوفيتها قل : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الصحيح : { اللهم إن إبراهيم حرم مكة ، وأنا أحرم المدينة بمثل ما حرم به إبراهيم مكة ، ومثله معه } ; فقد جعل حرمة المدينة ضعفي حرمة مكة .

                                                                                                                                                                                                              وقال عمر في وصيته : أوصي الخليفة بالمهاجرين وبالأنصار الأولين أن يعرف لهم حقهم . وأوصي الخليفة بالأنصار الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية