الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                824 حدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا إسمعيل بن إبراهيم عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة قال لقيت أبا الدرداء فقال لي ممن أنت قلت من أهل العراق قال من أيهم قلت من أهل الكوفة قال هل تقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود قال قلت نعم قال فاقرأ والليل إذا يغشى قال فقرأت والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى قال فضحك ثم قال هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها وحدثنا محمد بن المثنى حدثني عبد الأعلى حدثنا داود عن عامر عن علقمة قال أتيت الشام فلقيت أبا الدرداء فذكر بمثل حديث ابن علية

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( عن عبد الله بن مسعود وأبي الدرداء أنهما قرآ : والذكر والأنثى ) قال القاضي : قال المازري : يجب أن يعتقد في هذا الخبر وما في معناه أن ذلك كان قرآنا ثم نسخ ، ولم يعلم من خالف النسخ فبقي على النسخ ، قال : ولعل هذا وقع من بعضهم قبل أن يبلغهم مصحف عثمان المجمع [ ص: 430 ] عليه ، المحذوف منه كل منسوخ ، وأما بعد ظهور مصحف عثمان فلا يظن بأحد منهم أنه خالف فيه ، وأما ابن مسعود فرويت عنه روايات كثيرة منها ما ليس بثابت عند أهل النقل ، وما ثبت منها مخالفا لما قلناه فهو محمول على أنه كان يكتب في مصحفه بعض الأحكام والتفاسير مما يعتقد أنه ليس بقرآن ، وكان لا يعتقد تحريم ذلك ، وكان يراه كصحيفة يثبت فيها ما يشاء ، وكان رأي عثمان والجماعة منع ذلك لئلا يتطاول الزمان ويظن ذلك قرآنا .

                                                                                                                قال المازري : فعاد الخلاف إلى مسألة فقهية ، وهي أنه هل يجوز إلحاق بعض التفاسير في أثناء المصحف؟ قال : ويحتمل ما روي من إسقاط المعوذتين من مصحف ابن مسعود أنه اعتقد أنه لا يلزمه كتب كل القرآن ، وكتب ما سواهما وتكررهما لشهرتهما عنده وعند الناس . والله أعلم .

                                                                                                                قوله : ( فقام إلى حلقة ) هي بإسكان اللام في اللغة المشهورة قال الجوهري وغيره : ويقال في لغة رديئة بفتحها .

                                                                                                                قوله : ( فعرفت فيه تحوش القوم ) هو بمثناة في أوله مفتوحة وحاء مهملة وواو مشددة وشين معجمة أي انقباضهم . قال القاضي : ويحتمل أن يريد الفطنة والذكاء يقال : رجل حوشي الفؤاد أي حديده .




                                                                                                                الخدمات العلمية