الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 238 ] سورة آل عمران تقدم مذهب أبي جعفر في السكت على حروف الفواتح من باب السكت ، وتقدم أيضا الإشارة إلى جواز وجهي المد والقصر عنهم في م الله حالة الوصل آخر باب المد ، وتقدم اختلافهم في إمالة التوراة وبين بين من باب الإمالة .

                                                          ( واختلفوا ) في : تغلبون . وتحشرون فقرأ حمزة والكسائي ، وخلف بالغيب فيهما ، وقرأ الباقون بالخطاب ، وتقدم بإبدال فئة ، و فئتين ، و يؤيد في باب الهمز المفرد .

                                                          ( واختلفوا ) في : ترونهم فقرأ المدنيان ويعقوب بالخطاب ، وقرأ الباقون بالغيب ، وتقدم اختلافهم في أونبئكم من باب الهمزتين من كلمة ، وكذلك ، أوجه الوقف عليها لحمزة في بابه .

                                                          ( واختلفوا ) في : رضوان حيث رفع ، فروى أبو بكر بضم الراء إلا الموضع الثاني من المائدة ، وهو من اتبع رضوانه فكسر الراء فيه من طريق العليمي . واختلف فيه عن يحيى بن آدم عنه ، فروى أبو عون الواسطي ضمه عن شعيب عنه كسائر نظائره ، وكذلك روى الخبازي والخزاعي عن الشذائي عن نفطويه عن شعيب أيضا .

                                                          ( قلت ) : والروايتان صحيحتان عن يحيى ، وعن أبي بكر أيضا ، فروى الضم فيه كأخواته عن يحيى خلف ومحمد بن المنذر ، وهي رواية الكسائي والأعشى وابن أبي حماد كلهم عن أبي بكر ، وروى الكسر فيه خاصة عن يحيى : الوكيعي والرفاعي وأبو حمدون ، وهي رواية العليمي والبرجي وابن أبي أمية وعبيد بن نعيم كلهم عن أبي بكر ، وهي أيضا رواية المفضل وحماد عن عاصم - والله أعلم - .

                                                          وقد انفرد النهرواني عن أصحابه عن أبي حمدون بكسر كرهوا رضوانه في القتال فخالف سائر الناس ، وقرأ الباقون بكسر الراء في جميع القرآن - والله أعلم - .

                                                          ( واختلفوا ) في : إن الدين فقرأ الكسائي بفتح الهمزة ، وقرأ الباقون بكسرها .

                                                          ( واختلفوا ) في : ويقتلون الذين يأمرون فقرأ حمزة ويقاتلون بضم الياء وألف بعد القاف وكسر التاء من القتال ، وقرأ

                                                          [ ص: 239 ] الباقون بفتح الياء ، وإسكان القاف وحذف الألف وضم التاء من ( القتل ) تقدم وليحكم لأبي جعفر في البقرة ، وتقدم اختلافهم في تشديد الياء من الميت فيهما عند إنما حرم عليكم الميتة من البقرة .

                                                          ( واختلفوا ) في تقاة فقرأ يعقوب تقية بفتح الياء وكسر القاف وتشديد الياء مفتوحة بعدها ، وعلى هذه الصورة رسمت في جميع المصاحف . وقرأ الباقون بضم التاء وألف بعد القاف في اللفظ ، وتقدم اختلافهم في الإمالة وبين بين في باب الإمالة ، وكذلك في اختلافهم عن ابن ذكوان في إمالة عمران حيث وقع ( واختلفوا ) في : وضعت فقرأ ابن عامر ويعقوب وأبو بكر بإسكان العين وضم التاء ، وقرأ الباقون بفتح العين ، وإسكان التاء .

                                                          ( واختلفوا ) في : وكفلها فقرأ الكوفيون بتشديد الفاء ، وقرأ الباقون بتخفيفها .

                                                          ( واختلفوا ) في : زكريا فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بالقصر من غير همزة في جميع القرآن ، وقرأ الباقون بالمد والهمز إلا أن أبا بكر نصبه هنا بعد كفلها على أنه مفعول ثاني لكفلها ورفعه الباقون ممن خفف .

                                                          ( واختلفوا ) في : فنادته الملائكة فقرأ حمزة والكسائي وخلف ، فناداه بألف على الدال ممالة على أصلهم ، وقرأ الباقون بتاء ساكنة بعدها ، وتقدم مذهب الأزرق عن ورش في ترقيق المحراب في باب الراءات ، وكذلك مذهب ابن ذكوان في إمالة المجرور منه ، بلا خلاف والخلاف عنه في غيره في باب الإمالة .

                                                          ( واختلفوا ) في : أن الله يبشرك بيحيى فقرأ ابن عامر وحمزة بكسر الهمزة ، وقرأ الباقون بفتحها .

                                                          ( واتفقوا ) على كسر همزة إن الله يبشرك بكلمة منه لأنه بعد صريح القول .

                                                          ( واختلفوا ) في : ( يبشرك ونبشرك ) وما جاء من ذلك فقرأ حمزة والكسائي ، يبشرك في الموضعين هنا ويبشر في سبحان والكهف بفتح الياء وفتح الشين وضمها من البشر ، وهو البشرى والبشارة ، زاد حمزة فخفف يبشرهم في التوبة وإنا نبشرك في الحجر ( وإنا نبشرك ، و لتبشر به المتقين ) في مريم .

                                                          وأما الذي في الشورى ، وهو ذلك الذي يبشر الله فخففه ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي ،

                                                          [ ص: 240 ] ، وقرأ الباقون بضم الياء وتشديد الشين مكسورة من ( بشر ) المضعف على التكثير .

                                                          ( واتفقوا ) على تشديد فبم تبشروني في الحجر لمناسبته ما قبله وما بعده من الأفعال المجتمع على تشديدها والبشر والتبشير والإبشار ثلاث لغات فصيحات .

                                                          ( واختلفوا ) في : ونعلمه فقرأ المدنيان وعاصم ويعقوب بالياء ، وقرأ الباقون بالنون .

                                                          ( واختلفوا ) أني أخلق فقرأ المدنيان بكسر الهمزة ، وقرأ الباقون بفتحها وقول ابن مهران الكسر لنافع وحده غلط ، وتقدم الخلاف عن أبي جعفر في كهيئة من باب الهمز المفرد ، وكذلك مذهب الأزرق في مده .

                                                          واختلفوا في : ( الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا ) فقرأ أبو جعفر ( الطائر ) ( فيكون طائرا ) في الموضعين هنا ، وفي المائدة بألف بعدها همزة مكسورة على الإفراد وافقه نافع ويعقوب في طائرا في الموضعين . وتقدم أن الحنبلي انفرد عن هبة الله عن أبيه في رواية عيسى بن وردان بتسهيل الهمزة بين بين في الأربعة ، وقرأ الباقون بإسكان الياء من غير ألف ، ولا همز في أربعة الأحرف على الجمع ، وتقدم إمالة أنصاري للدوري عن الكسائي وانفراد زيد عن ابن ذكوان من باب الإمالة .

                                                          ( واختلفوا ) في : فيوفيهم ، فروى حفص ورويس بالياء ، وانفرد بذلك البروجردي عن ابن أشتة عن المعدل عن روح فخالف سائر الطرق عن المعدل وجميع الرواة عن روح ، وقرأ الباقون بالنون ، وتقدم اختلافهم في ها أنتم من باب الهمز المفرد ، وتقدمت قراءة ابن كثير في أن يؤتى بالاستفهام والتسهيل من باب الهمزتين من كلمة . وتقدم اختلافهم في الهاء من يؤده في الموضعين من باب هاء الكناية ، وكذا مذهب من أبدل الهمز منه في باب الهمز المفرد .

                                                          ( واختلفوا ) في : تعلمون الكتاب فقرأ ابن عامر ، والكوفيون بضم التاء وفتح العين وكسر اللام مشددة . وقرأ الباقون بفتح التاء واللام ، وإسكان العين مخففا .

                                                          ( واختلفوا ) في : ولا يأمركم فقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وخلف ويعقوب بنصب الراء ، وقرأ الباقون بالرفع ، وتقدم مذهب [ ص: 241 ] أبي عمرو في إسكان الراء واختلاسها ، وكذا أيأمركم من البقرة عند بارئكم .

                                                          ( واختلفوا ) في : لما فقرأ حمزة بكسر اللام . وقرأ الباقون بفتحها ، ( واختلفوا ) في ( آتيتكم من ) فقرأ المدنيان ( آتيناكم ) بالنون والألف على التعظيم وقرأ الباقون بتاء مضمومة من غير ألف ، وتقدم اختلافهم في أأقررتم من باب الهمزتين من كلمة .

                                                          ( واختلفوا ) في : تبغون فقرأ البصريان وحفص بالغيب ، وقرأ الباقون بالخطاب .

                                                          ( واختلفوا ) في : يرجعون فقرأ يعقوب وحفص بالغيب ، وقرأ الباقون بالخطاب على أصله في فتح الياء وكسر الجيم كما تقدم ، وتقدم اختلافهم في نقل ملء الأرض من باب نقل حركة الهمزة .

                                                          ( واختلفوا ) في : حج البيت فقرأ أبو جعفر وحمزة والكسائي وخلف وحفص بكسر الحاء ، وقرأ الباقون بفتحها ، وتقدم مذهب الكسائي في إمالة تقاته ومذهب الأزرق في بين بين من باب الإمالة ، وتقدم تشديد البزي لتاء ( ولا تفرقوا ) واختلافهم في ترجع الأمور من البقرة ، وتقدم إمالة الدوري عن الكسائي يسارعون وسارعوا وما جاء منه في باب الإمالة .

                                                          ( واختلفوا ) في : وما تفعلوا من خير فلن تكفروه فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بالغيب فيها ، واختلف عن الدوري عن أبي عمرو فيهما ، فروى النهرواني وبكر بن شاذان عن زيد بن فرح عن الدوري بالغيب كذلك ، وهي رواية عبد الوارث والعباس عن أبي عمرو ، وطريق النقاش عن أبي الحارث عن السوسي . وروى أبو العباس المهدوي من طريق ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري التخيير بين الغيب والخطاب على ذلك أكثر أصحاب اليزيدي عنه ، وكلهم نص عنه أبي عمرو أنه قال : ما أبالي أبالتاء أم بالياء قرأتهما ، إلا أن أبا حمدون وأبا عبد الرحمن قالا عنه وكان أبو عمرو يختار التاء .

                                                          ( قلت ) : والوجهان صحيحان وردا من طريق المشارقة ، والمغاربة قرأت بهما من الطريقين إلا أن الخطاب أكثر وأشهر ، وعليه الجمهور من أهل الأداء ، وبذلك قرأ الباقون .

                                                          وتقدم [ ص: 242 ] اختلافهم في ها أنتم من باب الهمز المفرد

                                                          . ( واختلفوا ) في : يضركم فقرأ ابن عامر ، والكوفيون ، وأبو جعفر بضم الضاد ورفع الراء وتشديدها ، وقرأ الباقون بكسر الضاد وجزم الراء مخففة

                                                          . ( واختلفوا ) في : منزلين فقرأ ابن عامر بتشديد الزاي ، وقرأ الباقون بتخفيفها .

                                                          ( واختلفوا ) في : مسومين فقرأ ابن كثير ، والبصريان ، وعاصم بكسر الواو ، وقرأ الباقون بفتحها وتقدم ( ولتطمئن ) في باب الهمز المفرد ، وتقدم مضعفة في البقرة

                                                          . ( واختلفوا ) في : وسارعوا فقرأ المدنيان ، وابن عامر سارعوا بغير واو قبل السين ، وكذلك هي في مصحف المدينة والشام ، وقرأ الباقون بالواو ، وكذلك هي في مصاحفهم .

                                                          ( واختلفوا ) في : قرح والقرح فقرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بضم القاف من قرح في الموضعين و ( أصابهم القرح ) ، وقرأ الباقون بفتحها في الثلاثة .

                                                          ( واختلفوا ) في : كأين حيث وقع فقرأ ابن كثير وأبو جعفر بألف ممدودة بعد الكاف ، وبعدها همزة مكسورة ، وقرأ الباقون بهمزة مفتوحة بعد الكاف ، وبعدها ياء مكسورة مشددة . وانفرد أبو علي العطار عن النهرواني عن الأصبهاني في العنكبوت فقرأ كأبي جعفر من المد والتسهيل ، وقد تقدم تسهيل همزتها لأبي جعفر في باب الهمز المفرد ، وكذلك تقدم اختلافهم في الوقف على الياء من باب الوقف على المرسوم .

                                                          ( واختلفوا ) في : قاتل معه فقرأ نافع وابن كثير ، والبصريان بضم القاف وكسر التاء من غير ألف ، وقرأ الباقون بفتح القاف والتاء وألف بينهما ، وتقدم اختلافهم في الرعب عند هزوا من البقرة .

                                                          ( واختلفوا ) في : يغشى طائفة فقرأ حمزة ، والكسائي ، وخلف بالتأنيث ، وقرأ الباقون بالتذكير ، وتقدم اختلافهم في الإمالة وبين بين من بابه .

                                                          ( واختلفوا ) في : كله لله فقرأ البصريان ( كله ) بالرفع ، وقرأ الباقون بالنصب .

                                                          ( واختلفوا ) في : والله بما تعملون بصير فقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف بالغيب ، وقرأ الباقون بالخطاب .

                                                          ( واختلفوا ) في : متم ، و متنا ، ومت حيث [ ص: 243 ] وقع فقرأ نافع وحمزة والكسائي ، وخلف بكسر الميم في ذلك كله ، ووافقهم حفص على الكسر إلا في موضعي هذه السورة ، وقرأ الباقون بضم الميم في الجميع ، وكذلك حفص في موضعي هذه السورة .

                                                          ( واختلفوا ) في : مما يجمعون ، فروى حفص بالغيب ، وقرأ الباقون بالخطاب ، وتقدم مذهب أبي عمرو في اختلاس راء ينصركم ، وإسكانها من البقرة .

                                                          ( واختلفوا ) في : يغل فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم بفتح الياء وضم الغين . وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الغين ، وتقدم راء رضوان لأبي بكر ، أول السورة .

                                                          ( واختلفوا ) في : لو أطاعونا ما قتلوا وبعده ( قتلوا في سبيل الله ) وآخر السورة ( وقاتلوا وقتلوا ) ، وفي الأنعام قتلوا أولادهم ، وفي الحج ثم قتلوا أو ماتوا ، واختلف عن الحلواني عنه ، فروى عنه التشديد ابن عبدان ، وهي طريق المغاربة قاطبة ، وروى عنه سائر المشارقة التخفيف ، وبه قرأنا من طريق ابن شنبوذ عن الأزرق الجمال عنه ، وكذلك قرأنا من طريق أحمد بن سلمان وهبة الله بن جعفر ، وغيرهم كلهم عن الحلواني عنه ، وبذلك قرأ الباقون .

                                                          وأما الحرف الذي بعد هذا ، وهو قتلوا في سبيل الله وحرف الحج ثم قتلوا فشدد التاء فيهما ابن عامر .

                                                          وأما حرف آخر السورة . وقاتلوا وقتلوا وحرف الأنعام قتلوا أولادهم فشدد التاء فيهما ابن كثير ، وابن عامر ، وقرأ الباقون بالتخفيف فيهن .

                                                          ( واتفقوا ) على تخفيف الحرف الأول من هذه السورة ، وهو : ماتوا وما قتلوا إما لمناسبة ماتوا ، أو لأن القتل هنا ليس مختصا بسبيل الله بدليل إذا ضربوا في الأرض لأن المقصود به السفر في التجارة . وروينا عن ابن عامر أنه قال : ما كان من القتل في سبيل الله فهو بالتشديد . وانفرد فارس بن أحمد عن السامري عن أصحابه عن الحلواني بتشديده حكاية لا أداء فخالف فيه سائر الناس عن الحلواني ، وعن هشام ، وعن ابن عامر ذكر ذلك في جامع البيان ، وقال : لم يرو ذلك عنه إلا من هذا الوجه . ووهم ابن مؤمن في الكنز فذكر الخلاف عن هشام [ ص: 244 ] في الحرف الأول وترك لو أطاعونا ما قتلوا ، وهو سهو قلم رأيته في نسخة مصححة بخطه - والله أعلم - .

                                                          ( واختلفوا ) في : تحسبن الذين فرواه هشام من طريقيه من طريق العراقيين قاطبة بالغيب ، واختلف عن الحلواني عنه من طرق المغاربة ، والمصريين فرواه الأزرق الجمال عنه بالغيب كذلك ، وهي قراءة الداني على أبي القاسم الفارسي من طريقه على أبي الفتح فارس عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن عن قراءته على أبي الحسن علي بن محمد المقرئ عن قراءته على أبي القاسم مسلم بن عبد الله بن محمد عن قراءته على أبيه عن قراءته على الحلواني ، وكذلك روى إبراهيم بن عباد عن هشام . ورواه ابن عبدان عن الحلواني بالتاء على الخطاب ، وهي قراءة الداني على أبي الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن ابن عبدان ، وغيره عنه ، وقرأته على أبي الحسن عن قراءته على أبيه عن أصحابه عن الحسن بن العباس عن الحلواني ، وهي التي اقتصر عليها ابن سفيان ، وصاحب العنوان ، وصاحب الهداية ، وصاحب الكافي أبو الطيب بن غلبون في إرشاده ، وابنه طاهر في تذكرته ، وغيرهم ، وبذلك قرأ الباقون . وتقدم اختلافهم في كسر السين وفتحها منه ، ومن أخواته في أواخر البقرة .

                                                          ( واختلفوا ) في : وأن الله لا يضيع فقرأ الكسائي بكسر الهمزة ، وقرأ الباقون بفتحها .

                                                          ( واختلفوا ) في : يحزنك ، و يحزنهم ، و يحزن الذين ، و يحزنني حيث وقع فقرأ نافع بضم الياء وكسر الزاي من كله إلا حرف الأنبياء لا يحزنهم الفزع فقرأ أبو جعفر فيه وحده بضم الياء وكسر الزاي ، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الزاي في الجميع ، وكذلك أبو جعفر في غير الأنبياء ونافع في الأنبياء .

                                                          ( واختلفوا ) في : لا تحسبن الذين كفروا ، ولا يحسبن الذين يبخلون فقرأ حمزة بالخطاب فيهما ، وقرأ الباقون فيهما بالغيب .

                                                          ( واختلفوا ) في : يميز هنا والأنفال ليميز الله فقرأ يعقوب وحمزة والكسائي ، وخلف بضم الياء الأولى وتشديد الياء الأخرى فيهما ، وقرأ الباقون بالفتح والتخفيف .

                                                          ( واختلفوا ) في :

                                                          [ ص: 245 ] والله بما تعملون خبير فقرأ ابن كثير ، والبصريان بالغيب ، وقرأ الباقون بالخطاب

                                                          . ( واختلفوا ) في : سنكتب ، وقتلهم ، ونقول فقرأ حمزة سيكتب بالياء وضمها وفتح التاء وقتلهم برفع اللام ( ويقول ) بالياء ، وقرأ الباقون سنكتب بالنون وفتحها وضم التاء وقتلهم بالنصب ونقول بالنون .

                                                          ( واختلفوا ) في : والزبر والكتاب فقرأ ابن عامر وبالزبر بزيادة باء بعد الواو في وبالزبر .

                                                          ( واختلف ) عن هشام في وبالكتاب فرواه عنه الحلواني من جميع طرقه إلا من شذ منهم بزيادة الباء ، وبذلك قرأ الداني على أبي الفتح عن قراءته على أبي أحمد عن أصحابه عن الحلواني ، وبه قرأت على أبي الحسن أيضا عن قراءته من طريق الحلواني عنه قال : وعلى ذلك جميع أهل الأداء عن الحلواني عنه عن الفضل بن شاذان والحسن بن مهران وأحمد بن إبراهيم ، وغيرهم ، وقال لي فارس بن أحمد قال : قال لي عبد الباقي بن الحسن شك الحلواني في ذلك فكتب إلى هشام فيه فأجابه أن الباء ثابتة في الحرفين قال الداني : وهذا هو الصحيح عندي عن هشام لأنه قد أسند ذلك من طريق ثابت إلى ابن عامر ورفع مرسومه من وجه مشهور إلى أبي الدرداء صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

                                                          ثم أسند الداني ما أسنده الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام مما رويناه عنه فقال : حدثنا هشام بن عمار عن أيوب بن تميم عن يحيى بن الحارث الذماري عن عبد الله بن عامر قال هشام : وحدثنا سويد بن عبد العزيز أيضا عن الحسن بن عمران عن عطية بن قيس عن أم الدرداء عن أبي الدرداء في مصاحف أهل الشام في سورة آل عمران جاءوا بالبينات والزبر والكتاب كلهن بالباء قال الداني : وكذا ذكر أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني أن الباء مرسومة في وبالزبر وبالكتاب جميعا في مصحف أهل حمص الذي بعث به عثمان رضي الله عنه إلى أهل الشام .

                                                          ( قلت ) : وكذا رأيته أنا في المصحف الشامي في الجامع الأموي ، وكذا رواه هبة الله بن سلامة بن نصر المفسر عن الداجوني عن أصحابه عنه ولولا رواية الثقات عن هشام [ ص: 246 ] حذف الباء أيضا لقطعت بما قطع به الداني عن هشام ، فقد روى الداجوني من جميع طرقه إلا من شذ منهم عنه عن أصحابه عن هشام حذف الباء . وكذا روى النقاش عن أصحابه عن هشام ، وكذا روى ابن عباد عن هشام وعبيد الله بن محمد عن الحلواني عنه ، وقد رأيته في مصحف المدينة : الباء ثابتة في الأول محذوفة في الثاني ، وبذلك قرأ الداني على شيخه أبي الفتح من هذين الطريقين ، وقطع الحافظ أبو العلاء عن هشام من طريقي الداجوني والحلواني جميعا بالباء فيهما ، وهو الأصح عندي عن هشام ولولا ثبوت الحذف عندي عنه من طرق كتابي هذا لم أذكره ، وقرأ الباقون بالحذف فيهما ، وكذا هو في مصاحفهم .

                                                          ( واختلفوا ) في : لتبيننه ، ولا تكتمونه فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر بالغيب فيهما ، وقرأ الباقون بالخطاب .

                                                          ( واختلفوا ) في : لا تحسبن الذين يفرحون فقرأ الكوفيون ويعقوب بالخطاب ، وقرأ الباقون بالغيب .

                                                          ( واختلفوا ) في : فلا تحسبنهم فقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالغيب وضم الباء ، وقرأ الباقون بالخطاب وفتح الباء ، وتقدم اختلافهم في الفتح والإمالة وبين بين من قبلك في بابها .

                                                          ( واختلفوا ) في : ( وقاتلوا وقتلوا ) ، وفي التوبة فيقتلون ويقتلون فقرأ حمزة والكسائي ، وخلف بتقديم ( قتلوا ) وتقديم ( يقتلون ) الفعل المجهول فيهما . وقرأ الباقون بتقديم الفعل المسمى الفاعل فيهما ، وتقدم تشديد ابن كثير وابن عامر للتاء من ( قتلوا ) .

                                                          ( واختلفوا ) في : لا يغرنك ، و يحطمنكم ، و يستخفنك ، فإما نذهبن بك ، أو نرينك ، فروى رويس تخفيف النون من هذه الأفعال الخمسة في الكلمات الخمس . وانفرد أبو العلاء الهمداني عنه بتخفيف يجرمنكم لا أعلم أحدا حكاه عنه غيره ، ولعله سبق قلم إلى رويس من الوليد عن يعقوب فإنه رواه عنه كذلك وتبعه على ذلك الجعبري فوهم فيه كما وهم في إطلاق ( يغرن ) والصواب تقييده لا يغرنك فقط - والله أعلم - .

                                                          ( واتفق ) أئمتنا في الوقف له على نذهبن أنه بالألف فنص الأستاذ أبو طاهر بن سوار والشيخ أبو العز ، وغير واحد على الوقف عليه [ ص: 247 ] بالألف ، ولم يتعرض إلى ذلك الحافظان أبو عمرو وأبو العلاء ، ولا الشيخ أبو محمد سبط الخياط ، ولا أبو الحسن طاهر بن غلبون ، ولا أبو القاسم الهذلي وكأنهم تركوه على الأصل المقرر في نون التوكيد الخفيفة ، وهو الوقف عليها بلا ألف ، بلا نظر ، أو أنهم لم يكن عندهم في ذلك نص ، وقد ثبت النص بالألف - والله أعلم - .

                                                          وقرأ الباقون بالتشديد من الكلم الخمس .

                                                          ( واختلفوا ) في : لكن الذين اتقوا هنا ، وفي الزمر فقرأ أبو جعفر بتشديد النون فيهما ، وقرأ الباقون بالتخفيف فيهما .

                                                          ( وفيها من ياءات الإضافة ) ست ( وجهي لله ) فتحها المدنيان ، وابن عامر وحفص ( مني إنك ) و ( لي آية ) فتحها المدنيان وأبو عمرو ( إني أعيذها ) ( أنصاري إلى الله ) فتحها المدنيان ( إني أخلق ) فتحها المدنيان وابن كثير وأبو عمرو .

                                                          ( وفيها من ياءات الزوائد ) ثلاث ومن اتبعن أثبتها في الوصل المدنيان ، وأبو عمرو وأثبتها في الحالتين يعقوب ورويت لابن شنبوذ عن قنبل ( وأطيعون ) أثبتها في الحالين يعقوب وخافون أثبتها في الوصل أبو جعفر وأبو عمرو وإسماعيل ورويت أيضا لابن شنبوذ عن قنبل كما قدمنا والله تعالى الموفق .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية