الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      1380 حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير أخبرنا محمد بن إسحق حدثنا محمد بن إبراهيم عن ابن عبد الله بن أنيس الجهني عن أبيه قال قلت يا رسول الله إن لي بادية أكون فيها وأنا أصلي فيها بحمد الله فمرني بليلة أنزلها إلى هذا المسجد فقال انزل ليلة ثلاث وعشرين فقلت لابنه كيف كان أبوك يصنع قال كان يدخل المسجد إذا صلى العصر فلا يخرج منه لحاجة حتى يصلي الصبح فإذا صلى الصبح وجد دابته على باب المسجد فجلس عليها فلحق بباديته [ ص: 187 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 187 ] ( إن لي بادية أكون ) : أي ساكنا ( فيها ) : المراد بالبادية دار إقامة بها . فقوله إن لي بادية أي إن لي دارا ببادية أو بيتا أو خيمة هناك ، واسم تلك البادية الوطاءة قاله القاري ( وأنا أصلي فيها بحمد الله ) : ولكن أريد أن أعتكف وأريد إدراك ليلة القدر ( فمرني ) : أمر من أمر مخففا ( بليلة ) : زاد في المصابيح من هذا الشهر يعني شهر رمضان ( أنزلها ) : بالرفع على أنه صفة ، وقيل بالجزم على جواب الأمر أي أنزل تلك الليلة من النزول بمعنى الحلول . وقال الطيبي : أي أنزل فيها قاصدا أو منتهيا ( إلى هذا المسجد ) : إشارة إلى المسجد النبوي وقصد حيازة فضيلتي الزمان والمكان ( فقال انزل ليلة ثلاث وعشرين ) : فتدرك ليلة القدر ( فقلت ) : هذا قول محمد بن إبراهيم الراوي عن ضمرة ( لابنه ) : أي لابن عبد الله وهو ضمرة بن عبيد الله ( فكيف كان أبوك ) : أي عبد الله بن أنيس ( يصنع ) : أي في قوله ( إذا صلى العصر ) : أي يوم الثاني والعشرين من رمضان ( فلا يخرج منه لحاجة ) : أي من الحاجات الدنيوية اغتناما للخيرات الأخروية أو لحاجة غير ضرورية ( حتى يصلي الصبح ) : يشير إلى أنها ليلة القدر قال المنذري : في سنده محمد بن إسحاق وقد تقدم الكلام فيه . وقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث بسر بن سعيد عن عبد الله بن أنيس في ليلة القدر وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأراني صبيحتها أسجد في ماء وطين قال فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين الحديث انتهى .




                                                                      الخدمات العلمية