الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4965 13 - حدثني الحسن بن الصباح ، سمع الربيع بن نافع ، حدثنا معاوية ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن يعلى بن حكيم ، عن سعيد بن جبير أنه أخبره أنه سمع ابن عباس يقول : إذا حرم امرأته ليس بشيء . وقال : لكم في رسول الله أسوة حسنة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، والحسن بن الصباح - بتشديد الباء الموحدة - البزار - بالراء في آخره - الواسطي ، ونزل بغداد ، وثقه الجمهور ولينه النسائي قليلا ، وأخرج عنه البخاري في غير موضع ولم يكثر ، مات يوم الاثنين لثمان بقين من ربيع الآخر سنة تسع وأربعين ومائتين ، وللبخاري شيخ آخر يقال له الحسن بن الصباح الزعفراني ، لكن إذا وقع هكذا يكون منسوبا لجده فهو الحسن بن محمد بن الصباح وهو الذي روى عنه في الحديث الثاني من هذا الباب ، وله أيضا في الرواة عن شيوخه ومن في طبقتهم محمد بن الصباح الدولابي ، أخرج عنه في الصلاة والبيوع وغيرهما ، وليس هو أخا للحسن بن الصباح ، وفيهم أيضا محمد بن الصباح الجرجر ، أخرج عنه أبو داود وابن ماجه وهو غير الدولابي ، وعبد الله بن الصباح أخرج عنه البخاري في البيوع وغيره ، [ ص: 242 ] وليس أحد من هؤلاء أخا للآخر .

                                                                                                                                                                                  والربيع بن نافع الحلبي أبو ثوبة سكن طرسوس ، ومعاوية هو ابن سلام - بتشديد اللام ، ويحيى ويعلى وسعيد كلهم من التابعين روى بعضهم عن بعض .

                                                                                                                                                                                  والحديث مر في أول سورة التحريم عن معاذ بن فضالة .

                                                                                                                                                                                  قوله ( إذا حرم امرأته ) ; أي إذا حرم رجل امرأته بأن قال أنت علي حرام .

                                                                                                                                                                                  قوله ( ليس بشيء ) ; يعني هذا القول ليس بشيء ، يعني لا يترتب عليه الحكم ، وهذا هكذا في رواية الكشميهني ، وفي رواية غيره " ليست بشيء " ; أي هذه الكلمة والمقالة ليست بشيء .

                                                                                                                                                                                  قوله ( وقال : لكم في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة ) ، وقال ابن الأثير : الأسوة القدوة ، والمواساة المشاركة . وفي المغرب : الأسوة اسم ، من ائتسى به إذا اقتدى به واتبعه . وأشار به ابن عباس مستدلا على ما ذهب إليه إلى قصة التحريم ، وبينا ذلك في سورة التحريم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية