الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا حميد بن مسعدة البصري حدثنا حميد بن الأسود عن أسامة بن زيد ) أي الليث مولاهم أبو زيد المدني صدوق يهم من السابعة مات سنة ثلاث وخمسين ومائة ذكره ميرك ( عن الزهري ) تابعي جليل ( عن عروة ) أي ابن الزبير ( عن عائشة قالت : ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسرد ) أي في كلامه ، وهو بضم الراء ، والمعنى لم يصل بعضه ببعض بحيث لا يتبين بعض حروفه لسامعه ( سردكم ) بالنصب على أنه مفعول مطلق أو بنزع الخافض ، ويؤيده ما في بعض النسخ كسردكم ، وقوله ( هذا ) إشارة إلى سردهم الذي يسردونه ( ولكنه كان يتكلم بكلام بين ) بتشديد التحتية المكسورة أي ظاهر ، وفي نسخة بينه بصيغة الماضي ( فصل ) بالجر تأكيد لبين على النسخة الأولى ، وصفة لكلام على الثانية أي : مفصول ممتاز عن غيره بحيث يتبينه من يخاطب به ، وفي نسخة بينه على أنه ظرف ، وضميره للكلام ، وفصل مرفوع على أنه بمعنى فاصل أو من قبيل رجل عدل مبالغة أو المراد به أنه كلام فاصل بين الحق والباطل . قال الحنفي : وفي بعض النسخ بينه على صيغة المضارع من التبيين ، وفي بعضها بين فصل بإضافة بين إلى فصل ، والظرف صفة كلام أي كلام كائن بين فصل كان الفصل محيطا به .

وحاصل الكلام ما ذكره ميرك يقال : فلان يسرد الحديث سردا إذا تابع الحديث استعجالا ، وسرد الصوم تواليه ، والمعنى لم يكن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متتابعا بحيث يأتي بعضه تلو بعض ; فيلتبس على المستمع بل كان يفصل بين كلاميه ويتكلم بكلام واضح مفهوم غاية الوضوح ، ونهاية البيان ( يحفظه ) أي كلامه ( من جلس إليه ) أي كل من جلس متوجها إليه بظهوره على من يكون مقبلا عليه وفي الصحيحين من حديث عائشة أيضا : كان يحدث حديثا لو عده العاد [ ص: 11 ] لأحصاه .

التالي السابق


الخدمات العلمية