الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر قصد إبراهيم ينال همذان وما كان منه

قد ذكرنا خروج إبراهيم ينال من خراسان إلى الري واستيلاءه عليها‏ . ‏ فلما استقر أمرها سار عنها ، وملك البلاد المجاورة لها ، ثم انتقل إلى برجرد فملكها ، ثم قصدهمذان ، وكان بها أبو كاليجار كرشاسف بن علاء الدولة صاحبها ، ففارقها إلى سابور خواست ، ونزل إبراهيم ينال على همذان وأراد دخولها ، فقال له أهلها‏ : ‏ إن كنت تريد الاعة وما يطلبه السلطان من الرعية ، فنحن باذلوه ، وداخلون تحته ، فاطلب أولا هذا المخالف عليك الذي كان عندنا - يعنون كرشاسف - فإنا لا نأمن عوده إلينا ، فإذا ملكته أو دفعته كنا لك .

فكف عنهم وسار إلى كرشاسف بعد أن أخذ من أهل البلد مالا ، فلما قارب سابور خواست صعد كرشاسف إلى القلعة فتحصن بها ، وحصر إبراهيم البلد ، فقاتله أهله خوفا من الغز ، فلم يكن لهم طاقة على دفعهم ، فملك البلد قهرا ، ونهب الغز أهله ، وفعلوا الأفاعيل القبيحة بهم ، ثم عادوا بما غنموه إلى الري ، فرأوا طغرلبك قد وردها ، ولما فارق إبراهيم والغز همذان نزل كرشاسف إليها ، فأقام بها إلى أن وصل طغرلبك إلى الري ، فسار إليه إبراهيم ، على ما نذكر إن شاء الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية