الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 407 ]

مسند فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم - رضي الله تعالى عنها -

التالي السابق


هي: الزهراء الهاشمية، سيدة نساء أهل الجنة - صلى الله تعالى على أبيها وسلم - ورضي الله تعالى عنها - كانت تكنى: أم أبيها - بكسر موحدة بعدها تحتانية ساكنة - وعن بعضهم: - بسكون موحدة بعدها نون - وهو تصحيف. وعن غير واحد: أنها أصغر بنات النبي صلى الله عليه وسلم، وأحبهن إليه.

وعن عائشة بسند صحيح: "ما رأيت قط أحدا أفضل من فاطمة غير أبيها" أخرجه الطبراني في "الأوسط".

وقد ثبت أنها سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم، وقال صلى الله عليه وسلم: "فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها".

وجاء: أنه صلى الله عليه وسلم قال لها: "إن الله يرضى لرضاك، ويغضب لغضبك".

وجاء: أنه صلى الله عليه وسلم قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين: "أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم".

وجاء عن أم سلمة: لما نزلت: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت [الأحزاب:33] الآية، قالت: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين، فقال: "هؤلاء أهل بيتي".

وانقطع نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من فاطمة، وتزوج علي فاطمة في رجب سنة [ ص: 408 ] مقدمهم المدينة، وبنى بها مرجعه من بدر، ولها يومئذ ثماني عشرة سنة، وجاء أن عليا أصدق فاطمة درعا من حديد، وقيل: إن هذا كان زائدا على الصداق، وكان الصداق أربع مئة وثمانين درهما.

وقيل: إنها أوصت عليا أن يغسلها بعد الموت هو وأسماء بنت عميس، واستبعده بعضهم بأن أسماء كانت حينئذ زوجة أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - فكيف تحضر غسلها مع علي.

وقيل: إنها اغتسلت قبل الموت، وأوصت أن تدفن بذلك الغسل، واستبعد هذا أيضا.

وجاء: أنها عاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر، وهذا أثبت ما قيل في ذلك.

وجاء: أنها دفنت ليلا بالبقيع، أو في زاوية في دار عقيل، وصلى علي أو العباس عليها، ونزل علي والعباس والفضل في حفرتها.

* * *




الخدمات العلمية