الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2895 ) فصل : فإن كان في الأرض معادن جامدة ، كمعادن الذهب ، والفضة ، والحديد ، والنحاس ، والرصاص ، ونحوها ، دخلت في البيع ، وملكت بملك الأرض التي هي فيها ; لأنها من أجزائها ، فهي كترابها وأحجارها ، ولكن لا يباع معدن الذهب بذهب ، ولا معدن الفضة بفضة ، ويجوز بيعها بغير جنسها . وإن ظهر في الأرض معدن لم يعلم البائع به ، فله الخيار ; لأنه زيادة لم يعلم بها ، فأشبه ما لو باعه ثوبا على أنه عشرة ، فبان أحد عشر . هذا إذا كان قد ملك الأرض بإحياء أو إقطاع .

                                                                                                                                            وقد روي أن ولد بلال بن الحارث باعوا عمر بن عبد العزيز أرضا ، فظهر فيها معدن ، فقالوا : إنما بعنا الأرض ، ولم نبع المعدن . وأتوا عمر بن عبد العزيز بالكتاب الذي فيه قطيعة النبي صلى الله عليه وسلم لأبيهم ، فأخذه عمر فقبله ، ورد عليهم المعدن . وإن كان البائع ملك الأرض بالبيع ، احتمل أن لا يكون له خيار ; لأن الحق لغيره ، وهو المالك الأول . واحتمل أن يكون له الخيار ، كما لو اشترى معيبا ثم باعه ولم يعلم عيبه ، فإنه يستحق الرد عليه ، وإن كان قد باعه مثلما اشتراه .

                                                                                                                                            وقد روى أبو طالب عن أحمد ، أنه إذا ظهر المعدن في ملكه ملكه . وظاهر هذا أنه لم يجعله للبائع ، ولا جعل له خيارا ; لأنه من أجزاء الأرض ، فأشبه ما لو ظهر فيها حجارة لها قيمة كبيرة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية