الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
1155 - " أعروا النساء؛ يلزمن الحجال " ؛ (طب)؛ عن مسلمة بن مخلد؛ (ض).

التالي السابق


(أعروا) ؛ بفتح الهمزة؛ وسكون المهملة؛ وضم الراء؛ (النساء) ؛ أي: جردوهن من ثياب الزينة والخيلاء والتفاخر والتباهي؛ ومن الحلي كذلك؛ واقتصروا على ما يقيهن الحر؛ والبرد؛ فإنكم إن فعلتم ذلك؛ (يلزمن الحجال) ؛ أي: قعر بيوتهن؛ وهو بمهملة؛ وجيم؛ كـ " كتاب" ؛ جمع " حجلة" : بيت كالقبة؛ يستر بالثياب؛ له أزرار كبار: يعني: إن فعلتم ذلك بهن؛ لا تعجبهن أنفسهن؛ فيطلبن البروز؛ بل يخترن عليه المكث في داخل البيوت؛ وأما إن وجدن الثياب الفاخرة؛ والحلي الحسن؛ فيعجبهن أنفسهن؛ ويطلبن الخروج متبرجات بزينة؛ ليراهن الرجال في الطرقات؛ والنساء؛ فيصفوهن لأزواجهن؛ ويترتب على ذلك من المفاسد ما هو محسوس؛ بل كثيرا ما يجر إلى الزنا؛ وفيه حث على منع النساء من الخروج إلا لعذر؛ وعلى عدم إكثار ثياب الزينة لهن؛ والمبالغة في سترهن؛ وفي رواية - بدل " الحجال" -: " الحجاب" ؛ بالباء؛ والمعنى متقارب. [ ص: 560 ] (طب)؛ عن بكر بن سهل الدمياطي؛ عن شعيب بن يحيى؛ عن يحيى؛ عن أيوب؛ عن عمرو بن الحارث ؛ عن مجمع بن كعب ؛ (عن مسلمة بن مخلد) ؛ بفتح اللام؛ الأنصاري الزرقي؛ سكن مصر؛ ووليها مدة؛ وأورده ابن الجوزي في الموضوعات؛ وقال: شعيب غير معروف؛ وقال إبراهيم: لا أصل لهذا الحديث؛ أهـ؛ وتبعه على ذلك المؤلف؛ في مختصر الموضوعات؛ ساكتا عليه؛ غير متعقب له؛ فلعله لم يقف على تعقيب الحافظ ابن حجر بأن ابن عساكر خرجه من وجه آخر في أماليه؛ وحسنه؛ وقال: بكر بن سهل؛ وإن ضعفه جمع؛ لكنه لم ينفرد به؛ كما ادعاه ابن الجوزي ؛ فالحديث إلى الحسن أقرب؛ وأيا ما كان فلا اتجاه لحكم ابن الجوزي عليه بالوضع.



الخدمات العلمية