الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3353 [ 1314 ] وعن جندب بن سفيان قال: دميت إصبع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض المشاهد فقال:


                                                                                              هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت

                                                                                              وفي رواية : قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غار فنكبت إصبعه.

                                                                                              رواه أحمد ( 4 \ 312 )، والبخاري (2802)، ومسلم (1796)، والترمذي (3345).

                                                                                              [ ص: 655 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 655 ] وقوله -صلى الله عليه وسلم- :


                                                                                              هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت

                                                                                              هذا البيت أنشده النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو لغيره . قيل : إنه للوليد بن المغيرة ، وقيل : لعبد الله بن رواحة . ولو كان من قوله فقد تقدم العذر عنه في غزوة حنين .

                                                                                              وقوله : ( كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في غار فنكبت إصبعه ) ; أي : أصابتها نكبة دميت لأجلها . وفي الرواية الأخرى : أنه كان في بعض المشاهد. وفي البخاري : فبينا النبي -صلى الله عليه وسلم- يمشي إذا أصابه حجر ، فقال البيت المذكور. ظاهر هاتين الروايتين [ ص: 656 ] مختلف ، وأنهما قضيتان ، ولكن العلماء حملوا الروايتين على أنهما قضية واحدة . فقال القاضي أبو الوليد : لعل قوله : في غار. مصحف من غزو .

                                                                                              وقال القاضي عياض : قد يراد بالغار هنا : الجيش والجمع ، لا واحد الغيران التي هي الكهوف . فيتوافق قوله : في بعض المشاهد . وقوله : يمشي . ولا يعد ذلك وهما .

                                                                                              قلت : وهذا ليس بشيء ; إذ الغار ليس من أسماء الجيش .




                                                                                              الخدمات العلمية