الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثالثة : احتج القائلون بأن الأنبياء عليهم السلام أفضل من الملائكة بقوله تعالى بعد ذكر هؤلاء - عليهم السلام - : ( وكلا فضلنا على العالمين ) وذلك لأن العالم اسم لكل موجود سوى الله تعالى ، فيدخل في لفظ العالم الملائكة ، فقوله تعالى : ( وكلا فضلنا على العالمين ) يقتضي كونهم أفضل من كل العالمين . وذلك يقتضي كونهم أفضل من الملائكة .

                                                                                                                                                                                                                                            ومن الأحكام المستنبطة من هذه الآية : أن الأنبياء - عليهم السلام - يجب أن يكونوا أفضل من كل الأولياء ؛ لأن عموم قوله تعالى : ( وكلا فضلنا على العالمين ) يوجب ذلك . قال بعضهم : ( وكلا فضلنا على العالمين ) معناه فضلناه على عالمي زمانهم . قال القاضي : ويمكن أن يقال المراد : وكلا من الأنبياء يفضلون على كل من سواهم من العالمين . ثم الكلام بعد ذلك في [ ص: 55 ] أن أي الأنبياء أفضل من بعض كلام واقع في نوع آخر لا تعلق له بالأول . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الرابعة : قرأ حمزة والكسائي "والليسع" بتشديد اللام وسكون الياء ، والباقون "واليسع" بلام واحدة . قال الزجاج : يقال فيه : الليسع واليسع بتشديد اللام وتخفيفها .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية